عمقت القوات الحكومية السورية تقدمها بشرق حلب اليوم وسط انهيار سريع لدفاعات المعارضة المسلحة داخل المدينة الواقعة شمال البلاد، ما يهدد بتقسيم المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة إلى شقين. وبتقدمه في حي الصاخور يصبح الجيش السوري على بعد أقل من كيلومتر واحد من السيطرة على ممر في شرق حلب، وذلك للمرة الأولى منذ اجتياح المعارضة للمدينة عام 2012، حسبما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية. ووصف سكان شرق حلب المحنة التي تمر بها دوائر المعارضة، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات الرسائل. وقال خالد الخطيب، وهو مصور يعمل لصالح الدفاع المدني السوري، وهي منظمة معنية بالبحث والإغاثة، إن "الوضع في حلب المحاصرة سيء للغاية، آلاف السكان في شرق حلب يتحركون إلى الجانب الغربي من المدينة". في الأثناء، أوردت وسائل إعلام حكومية سوريا أن القوات النظامية سيطرت على حي جبل بدرو ودخلت حي الصاخور اليوم بعدما سيطرت على حي مساكن هنانو أمس. وقالت جماعة تراقب الحرب السورية إن مئات من السكان في حلب السورية فروا إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة، فيما تشدد القوات الموالية للحكومة من هجومها الذي يدمر الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن نحو 400 شخص سعوا نحو ملجأ في حي مساكن هنانو شرقي حلب، الذي استولت عليه القوات الموالية للحكومة أمس ، وأن 30 عائلة أخرى فرت إلى حي الشيخ مقصود، الواقع تحت سيطرة الأكراد. وقالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن مئات العائلات أخلت مناطق تحت سيطرة المعارضة. وبث التلفزيون السوري الرسمي اليوم مقطعا مصورا يظهر لم شمل أحد الجنود وعائلته وسط الدموع بعد نحو خمس سنوات من الفراق، بحسب التقرير، وقال إن العائلة كانت محاصرة في حي مساكن هنانو. وبث تلفزيون المنار اللبناني - التابع لحزب الله اللبناني، الموالي للحكومة السورية - من الحي صباح اليوم لقطات تظهر عمالا وجنودا يزيلون حطاما على خلفية مباني دمرها القصف على جانبي الشارع. كانت حلب أكبر مدينة سورية وعاصمتها التجارية قبل أن تدمرها الحرب الأهلية المحتدمة في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.
