مجبرًا للمرة الأولى يترك زيه العسكري الأخضر، بينما ظلت سيجاره في مكانها منذ النفس الأخير منها، جسده الذي صمد أمام أكثر من 600 محاولة اغتيال لم تهزمه أو تطفئ ثوريته التي لم يتخل عنها حتى اعتزل الحياة السياسية، لم يسلم من روحه حين قررت التمرد عليه، استسلم جثمانه الهادئ لألسنة النار، ليدفن رماده في تراب أرضه التي ظل يدافع عن حريتها طيلة حياته. في ذات الطريق التي سارت فيها قافلة الحرية في يناير عام 1959، بعدما صعد الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو للسلطة، سيصل رماده إلى مثواه الأخير بمدينة سانتياغو دي كوبا، وسط حزنًا الكوبيين بالعاصمة هافانا. تباينت ردود الأفعال في العالم عقب إعلان خبر وفاة كاسترو بين الحداد والاحتفال، حيث خيم الكوبيون في هافانا، بينما أعلن مؤيدو كاسترو الحداد في منازلهم في هافانا، وتجمع مئات الطلاب في حرم جامعة "هافانا" حاملين الأعلام الكوبية، وصور الزعيم كاسترو، وفتحوا سجلات للعزاء في المبنى الرئيسي، واصطفوا للتعبير عن حزنهم بدفتر للعزاء.
وعلى النقيض، استقبل سكان ولاية مياميالأمريكية، ومعظمهم من الكوبيين المنفيين والفارين من حكمه، بالخروج إلى الشوارع سعادة بخبر وفاة كاسترو، حاملين الأعلام ويرقصون ابتهاجًا.
فيما، قاد رئيس هندوراس السابق مانويل زيلايا مسيرة تكريما للذكرى كاسترو، بساحة التجمع في العاصمة تيجوسيجالبا، تضم مئات من النشطاء وقيادات المعارضة. في أسبانيا، وضع بن عم الزعيم الكوبي مانويل راجز، الذي يبلغ 103 عام، إكليلًا من الورد خارج منزل من الحجر الجيري صغير مهجور لوالد كاسترو. واحتلت صورة الزعيم الكوبي، الصفحات الأولى من الصحف البريطانية والهندية واليابانية، والصينية والفنزولية، وغيرها من الصحف العالمية. كما حضر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حفل تكريم حضره المئات من الفنزويلين، بعد وفاة كاسترو بيوم واحد، في كراكاس. نكست السفارة الكوبية في اليابان العلم، حداد على كاسترو، في طوكيو.