قال لؤي مقداد، المنسق السياسي والإعلامي لقيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر، إن مستقبل سوريا ستحدده صناديق الاقتراع وليس "جبهة النصرة". جاء ذلك ردا على الرسالة الصوتية المنسوبة لأبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، اليوم، التي قال فيها إن "جبهة النصرة في بلاد الشام" التي تنشط في سوريا ضد نظام بشار الأسد، هي "امتداد للتنظيم وجزء منه بهدف إقامة دولة إسلامية في سوريا". وأوضح أنهم لا يعرفون حتى الآن موقف جبهة النصرة من هذه الرسالة، لكن ما سمعوه منهم في لقاءات سابقة أنهم جزء من الشعب السوري وهدفهم الوحيد إسقاط نظام بشار الأسد. وتابع: "لكن سواء نفت أو أكدت جبهة النصرة ما جاء بهذه الرسالة، فإن موقف الجيش الحر مما جاء بها هو أن سوريا بلد موحد يرسم مستقبله أبناءه عبر صناديق الاقتراع وليس جبهة النصرة". ولم يصدر تعليق من "جبهة النصرة لأهل الشام" في سوريا على هذا الأمر، وإن كانت لم تصدر في السابق أي تأكيد أو نفي لعلاقتها بالقاعدة. ولفت مقداد إلى أن توقيت الرسالة "يثير الريبة والشك"، مشيرا إلى أنها "تأتي في توقيت بدأ فيه ملف تسليح المعارضة السورية يتجه نحو التحسن". وقال: "إنها رسالة تُقرأ على أنها تهدف لتفزيع الغرب لدفعه لعدم تسليح المعارضة السورية". وكان مروان حجو، عضو اللجنة القانونية للائتلاف السوري، كشف وجود ثلاثة تنظيمات تعمل في سوريا تحت مسمى "جبهة النصرة". وأوضح حجو أن "جبهة النصرة"، التي وصفها بالحقيقية، تعمل "تحت سيطرتنا" وبالتنسيق والتعاون مع الجيش السوري الحر، وفق محددات واضحة هي مساعدة الشعب السوري، وليس من أهدافها الامتداد خارج حدود سوريا. أما الجبهتين الأخريين اللتين تعملان لصالح نظام الأسد وتحت مسمى "جبهة النصرة"، فقال إن هدفهما "تنفيذ عمليات تسيء للثورة السورية ليتم تسويقها خارجيا للغرب، من أجل تبرير ما يرتكبه نظام الأسد في سوريا من قتل وتدمير". وفي ديسمبر الماضي، أدرجت الولاياتالمتحدة "جبهة النصرة" في سوريا على قائمة المنظمات الإرهابية. والجبهة، التي تبنت معظم العمليات الانتحارية التي شهدتها سوريا بعد اندلاع الثورة في مارس 2011، لم تكن معروفة قبل هذا التاريخ، كما لا يُعرف الكثير عنها لأن عناصرها يرفضون التحدث إلى الصحافة.