تجددت أمس الاشتباكات من جديد فى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بشكل أقل حدة عما شهدته الكاتدرائية أمس الأول، وألقت مجموعات البلطجية زجاجات المولوتوف والحجارة على الكاتدرائية، مما أدى إلى رد آلاف الأقباط الموجودين داخل أسوار الكاتدرائية عليهم بالمثل، وحاولت قوات الأمن التفريق بينهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأكد القمص أمونيوس، سكرتير البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، ل«الوطن»، عدم صحة اعتكاف البابا فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، احتجاجاً على الأحداث التى تشهدها الكاتدرائية عقب جنازة أقباط الخصوص، وقال إن البابا معتاد على زيارة الدير باستمرار وأنه كان فى زيارة إلى كنائس الإسكندرية وتحرك إلى الدير لمتابعة ملف الأحوال الشخصية للأقباط، لأن الاجتماع كان معداً سلفاً، وكان من المتوقع أن يعود للقاهرة مساء أمس أو اليوم. من جانبه، شكل تواضروس، لجنة كنسية تضم الأنبا موسى، أسقف الشباب، والأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، والقس أنجيلوس إسحق، سكرتيره الشخصى، لمتابعة الأزمة مع مؤسسة الرئاسة والوصول إلى حل لها، وأوفد البابا سكرتيره القس أنجيلوس إلى المقر البابوى بالكاتدرائية صباح أمس لهذا الغرض. وكشف مصدر قبطى، رفض ذكر اسمه، عن أن عدداً من النشطاء الأقباط وسياسيين وقانونيين، عقدوا اجتماعاً مغلقاً مساء أمس الأول، لدراسة تصعيد الأزمة دولياً، وتقديم شكوى رسمية إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة لطلب الحماية لأقباط مصر من الهجمة «المنظمة» التى تكاد تصل لحد الإبادة، ضد ما يحدث للأقباط والاشتباكات التى شهدها المقر البابوى ووصول طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع إليه وإلى ساحة الكاتدرائية، لأول مرة فى تاريخ مصر، وسقوط نحو 100 مصاب وقتيل، بين الأقباط، أثناء تشييعهم لجثامين قتلى الخصوص بالقليوبية. وأدان مجلس كنائس مصر، فى بيان له، الاعتداء على الكاتدرائية، مؤكداً أن دور العبادة خط أحمر، وطالب أجهزة الدولة بالتدخل العاجل، وحمّلت الكنيسة الكاثوليكية وزارة الداخلية مسئولية الأحداث التى تحدث بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، واعتبرتها سابقة لم تحدث من قبل، ووصفتها بأنها استخفاف خطير وعدم تقدير من قبل أجهزة الداخلية، وإن الأحداث التى وقعت داخل وفى محيط الكاتدرائية، هى أحداث مؤسفة لم تشهدها مصر من قبل، وتنذر بانزلاق مصر إلى سلسلة من الفتن والقلاقل التى لا تحمد عقباها. وقالت الكنيسة الكاثوليكية إنها تشعر بأن جميع الكنائس باتت مهددة وغير آمنة، ومن المثير للدهشة أيضاً أن الرموز الدينية الكبرى من كاتدرائية العباسية وقبلها مشيخة الأزهر صارت مستهدفة من قبل من لا يريد سلاماً لمصر. وأصدر المجلس الاستشارى القبطى، الذى يضم عدداً كبيراً من المنظمات والحركات القبطية، بياناً أمس، حمل خلاله السلطة الحاكمة مسئولية ما حدث من اعتداءات على الكاتدرائية وطالب بإقالة وزير الداخلية ومحاكمة كل المقصرين فى حماية الكاتدرائية، وتطبيق القانون بكل حزم على المتسببين فى هذه الأحداث، وشدد على أن الذين تطاولوا على الأزهر وشيخه الجليل، هم الذين يتطاولون على الكنيسة القبطية، وكأنهم يريدون هدم أهم وأقدم مؤسستين فى الدولة. وطالب اتحاد شباب ماسبيرو بإقالة الحكومة، ورحيل الرئيس محمد مرسى ونظامه عن السلطة بعد الإخفاق المستمر فى إدارة الأزمات داخل مصر وازدياد حدة العنف والانفلات الأمنى فى البلاد، وقال الاتحاد إنه بعد وصول الإخوان إلى الحكم، أصبحت ثورة 25 يناير نكسة، ففى نكسة 67 خسرت مصر معركة، أما فى 25 يناير، فقد خسرنا مصر، وقدم الاتحاد صباح أمس، بلاغاً للنائب العام ضد وزير الداخلية باتهامه بمسئوليته عن قتل قبطى وإصابة العشرات بالكاتدرائية. وطالبت حركة «أقباط من أجل مصر»، بطرد ما سمته ب«الاحتلال الإخوانى» من مصر، وعزل الرئيس مرسى، رداً على الاشتباكات التى وقعت بالكاتدرائية، وقالت الحركة، فى بيان لها، إن السلطة غير شرعية، ولا تستمد قوتها إلا من حوادث الفتن، مؤكدة أن رحيل الرئيس مرسى هو الحل للخروج من الأزمة الحالية، وأنهم على يقين أنه كما هرب الإخوان من السجون، فإنهم سوف يهربون من القصور. من جانبها، طالبت جبهة «المثقفين الأقباط»، البابا، بإلغاء احتفالات عيد القيامة هذا العام والاقتصار على القداس الإلهى.