تستيقظ ليلى مبكراً فى بيتها على طرف جبل التركمان بسوريا حيث تسكن مع زوجها، ولكنها لا تعد له الفطور كما تفعل بقية الزوجات اللاتى يعشن حياة عادية، بل تعد له السلاح وتنظفه جيداً، ثم تساعده فى ارتداء ملابسه ولا تنسى لف الكوفية الفلسطينية حول عنقه جيدا، فهى رمز المقاومة التى يعتز بها، ثم تودعه ولسانها يلهج بدعاء واحد هو الانتصار فى قتاله هو ورفاقه ضد قوات بشار الأسد. ليلى الناشطة السورية تعلم جيدا أن زوجها قد لا يعود، ولكنها تعلم أيضاً أن هذا هو المصير الذى اختارته عندما قررت الزواج من حبيبها المعارض المسلح «أسد الإسلام» فى إحدى القواعد العسكرية للمعارضة المسلحة ضد بشار الأسد، هذا الزواج الذى لم يقف أمامه أى شىء حتى ظروف الحرب. وأمام بساطة الزفاف، الذى عقد على سطح قاعدة عسكرية بإحدى الغابات على الحدود التركية، وكان الشهود عليه أفراد كتيبته، أما وكيلها فكان قائد الكتيبة، رأى «أسد الإسلام» أن يقدم نذوره لها خلال فيديو بثته قناة «العربية»، وهى التعهد بإقامة فرح كبير فى اللاذقية إذا انتصروا على قوات بشار قائلا: «إذا أكرمنا الله بالرجعة إلى حارتنا بقلب اللاذقية راح نفعلها حفلة كبيرة بين أهلنا بأول ساحة اعتصمنا فيها ضد النظام»، معتبراً هو وقائد كتيبته أن استمرار الزواج هو استمرار للحياة رغم الظلم والقهر الذى يتعرض له أهل سوريا.. وهو تحدٍّ للنظام.