«البديل الجاهز» لدى مكتب الإرشاد فى أى وقت للدفع به فى المناصب المهمة داخل «الأزهر الشريف»، فهو ليس فقط «مفتى الإخوان»، بل هو رأس حربة التنظيم للوصول إلى الكرسى الذى يحلمون به وهو الإمام الأكبر شيخ الأزهر.. إنه الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، والملقب بمفتى الإخوان، وعميد كلية أصول الدين بجامعة المنصورة، والمولود فى محافظة الدقهلية عام 1963. بزيه الأزهرى، الذى بدأ فى ارتدائه بشكل رسمى منذ توليه عمادة «أصول الدين»، يحاول دائماً «البر» إثبات أن انتماءه الأول والأخير ل«الأزهر الشريف»، فيطلق تصريحات: «أنا أزهرى، وأمضيت عمرى كله فى الأزهر»، حتى وإن كان «البر» يوماً مبايعاً لمرشد الإخوان على السمع والطاعة فى «المنشط» و«المكره»، أو إن مجلس شورى التنظيم رشحه فى يوم من الأيام ليكون مكان المرشد الحالى محمد بديع، إلا أن «القطبيين» داخل «الإرشاد» رأوا أنه صغير على هذا المنصب، ليتجه طموح «البر» إلى الأزهر، فيرشح نفسه فى عمادة أصول الدين، ليفوز بها وسط دعم إخوانى، إلا أن طموحه الكبير وطموح تنظيمه ما زال ينظر للسيطرة على الأزهر «قلعة الإسلام» عبر العصور، الذى مرت عليه أنظمة كثيرة، ومع ذلك حافظ على استقلاليته، مع محاولات التقييد المستمرة التى كان يتعرض لها من الأنظمة الحاكمة. يمضى «البر وإخوانه» فى طموحهم، فيبدأون فى تداول اسمه كمرشح لمنصب مفتى الجمهورية، ويخرج «البر» ليقول إنه من حقه تولى منصب مفتى الديار المصرية مثل أى مرشح آخر، وإن الحديث عن «أخونة الدولة» يعد ابتزازاً لإقصاء الإخوان لكيلا يتولوا أى مناصب، وإنه يرفض أن يحرم أى شخص من التعيين فى أى منصب لمجرد انتمائه للإخوان.. ومع جدل ورفض من بعض التيارات الإسلامية لتولى «البر» منصب مفتى الديار، يتم اختيار الدكتور شوقى علام، ليكون مفتياً للجمهورية. وبعد يومين من اتهامات للإخوان بتسميم المئات من طلاب الأزهر للإطاحة بأسامة العبد، رئيس جامعتها، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد رفض الأزهر قانون الصكوك، يتم الإطاحة ب«العبد»، وفى نفس الوقت يتم تداول اسم «البر» مرة أخرى لرئاسة الجامعة، ويخرج المتحدث باسم التنظيم ليؤكد أن «البر» إذا ترشح لرئاسة جامعة الأزهر، فهذا شأن خاص به، مع تعليمات من «الإرشاد» ل«البر» بالابتعاد عن الإعلام لمدة أيام، حتى لا يتم حرقه مثلما حدث فى منصب مفتى الجمهورية، وحتى لا يفقد التنظيم الخطوة الأولى لوضع «البر» فى منصب رئيس جامعة الأزهر، الذى يبقى على بُعد خطوات من المنصب الكبير الذى يحلم به «الإخوان» وهو «شيخ الأزهر». ويبقى «البر»، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يتولى الشيخ يوسف القرضاوى رئاسته، حال فوزه برئاسة جامعة الأزهر، هو سادس شخص يخرج من مكتب الإرشاد ليتولى منصباً تنفيذياً مهماً فى الدولة.