قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إن العلاقة بين الإخوان والأمريكان غاضمة، فأخطر أنواع التحالفات هي التحالفات بين الأشخاص الذين بينهم تناقضات طبيعية، فالدولة الأمريكية كلها علمانية والدولة في مصر كلها تتحدث عن الإسلام والدين، وما بين لقاء العلمانية والدين يكون اللقاء في منتهى الصعوبة وتحتاج لجهد كبير. وأضاف هيكل "في الأصل والأساس ليس هناك علاقة بين الإخوان والأمريكان، فمع انسحاب الإمبراطورية البريطانية من المنطقة، وحلول الأمريكان، كانت ما سلمته الإمبراطورية القديمة للجديدة هو العلاقة بالتيار الإسلامي والإخوان ليستخدم ضد التيار الوطني أو ضد القومي، وعلينا تذكر شركة قناة السويس والعلاقة بالإنجليز، وكانت هناك محاولة أن التيار الديني يأخذ مكانته وتوطيد العلاقات، واستخدموه منذ الملوك، وكان للإخوان دور مهم في الحرب على الرئيس الراحل عبدالناصر، حيث كانت هناك رؤية وهي أن الإسلام الحقيقة الوحيدة في هذه المنطقة وكل مظاهر التقدم هي قشرة على الظهر، فالأمريكان أخذوا موضوعا في علاقتهم مع الإخوان والأحزاب الدينية كأداة ضد أفكار الوطنية والقومية العربية، فالأمريكان وصلوا للمنطقة وهم يشكّون فى الإخوان، لكن بتأثير السعودية تعاونوا معها، وبعد كامب ديفيد بدأ النظر إلى الجماعة أنها مصدر المعارضة الوحيد، وإن أمكن تطويعه سيحل مشكلة كبيرة، وأيضا بعد الحروب التي وقعت عقب 11سبتمبر فى العراق وأفغانستان، أرادوا تطويع الجماعات الإسلامية صاحبة الشعبية". وتابع "الهدف من ذلك كان ببساطة أن الإمبراطورية الأمريكية تسيطر على المنطقة، البترول وأمن إسرائيل، وأن تهدئ العالم العربى من جميع النزاعات فيه". وأكمل هيكل، في سياق حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة سي بي سي، "الإخوان يرفعون شعار العداء للولايات المتحدة وإسرائيل، لكن حدث ذلك بسبب التشوق للسلطة، كل حزب سياسي يتصور أنه لا مانع أن أتحالف مع هذا من أجل الوصول للسلطة، وهذا موجود باستمرار، ويرى كل طرف أنه إذا جاء للسلطة سيحسن من إدارته لهذا الموضوع، لكن لم يحدث فالفتاوى عبر التاريخ كان لها العديد من المصائب والكوارث". وعن شكل العلاقة بين الأمريكان والإخوان قبل وصول الرئيس مرسي إلى الحكم، قال "في البداية كانت لدينا مشكلة، وهي أن البديل الآخر السياسي لم يؤهل نفسه للمشهد، وتعرض لتجريف. لكن علينا التوقف أمام الأرقام الأخرى لباقي المرشحين. وتمت التهيئة حينها لوصول الرئيس مرسي إلى السلطة، لكن المسؤولية الكبرى تقع على مبارك بسبب مرحلة الجفاف بدعوى الاستقرار". وكشف هيكل أنه "هناك مذكرة تم تقديمها للرئيس الأمريكي أوباما، تقول إن نظام مبارك يموت موتا بطيئا، وأن هناك مشروعا لتوريث ابنه، والإخوان الفصيل الأقوى، والقرار كان متابعة الحركة والوضع في مصر وإذا سقط مبارك فإن الولاياتالمتحدة لا تستطيع مساعدته أكثر مما ساعدته". وعن شباب الإخوان، قال هيكل إن لديهم حالة إحباط وقد يتصور البعض حسن النية فيهم، أن استيلاءهم الكامل على السلطة قد يكون بداية للاستيلاء على إسرائيل.