الأقصر من المناطق الهادئة نوعاً ما، إذا ما قورنت بغيرها من محافظات فى الصعيد، نظراً لكونها مدينة سياحية فى المقام الأول، فضلاً عن استقلالية القرى والنجوع فيها عن المدينة الأم، التى تعتبر محط أنظار السياح من مختلف دول العالم، ولكنها لا تخلو -فى أجزاء منها- من حوادث الثأر التى تستمر لسنوات طويلة. وأخطر بؤر الثأر فى الأقصر تقع فى مركز «الزينية»، الذى يضم المدينة، بنفس الاسم، وقرى «الزينية بحرى، والصعايدة، والعشى، والمدامود بحرى، والمدامود قبلى». و«الزينية بحرى» هى أشهر قرى الثأر، فطبقاً لشهود العيان لم تشهد القرية وقفاً لإطلاق النار بين العائلات المتنازعة منذ 70 عاماً مضت، وخاصة فى ظل الصراع الدائر بين عائلتى «المحاريق» و«القرينات»، بسبب مقتل شاب من العائلة الأولى، وهو الصراع الدامى الذى ما زال مستمراً حتى الآن. وعلى الرغم من المحاولات العديدة التى قام بها شيوخ العائلات فى المنطقة للصلح بين العائلتين، إلا أنهم فشلوا بسبب رفض الطرفين معاً التصالح، الأمر الذى أدى إلى سقوط قتيل آخر من «القرينات». أسامة شمس الدين، أحد أبناء «الزينية»، قال «إن موروث الدم لا يتوقف فى القرية، مما جعلها تتحول إلى ترسانة للأسلحة، كما أن الاحتقان الشديد، وعدم قبول الآخر، كلها أسباب أسهمت فى استمرار مسلسل الثأر، وجعلها الأكثر خطورة على مستوى المحافظة». وعن كيفية الحد من حوادث الثأر فى القرية، أضاف شمس الدين «لا بد من إقامة عدد من المشروعات السياحية التى تستوعب الشباب العاطل فى القرية، خاصة أن 70% من أبنائها يعانون البطالة، بجانب آخرين تخطت أعمارهم سن الزواج». عبدالمجيد يونس، عضو مجلس محلى المحافظة، يتفق مع الرأى السابق، ويؤكد ضرورة وضع القرية فى الاعتبار من قبل الجهات المختصة، خاصة أنها تنتظر الدعم الثقافى والاجتماعى والمادى، مما يستوجب استكمال المشروع السياحى الذى كان قد بدأه د. سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق، وتعرض للتوقف بعد قيام الثورة، حيث كان من المقرر إنشاء مرسى سياحى يتسع لكل الفنادق العائمة فى الأقصر، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الكافيتريات وورش الصيانة والجراجات، على مساحة 36 فداناً، لكن المشروع لم يكتمل».