«مكنش رغيف.. كان فطير مشلتت» قالها المواطنون بسخرية تعليقا على رغيف العيش الذى اصطحبه د. باسم عودة أمام الكاميرات للدلالة على جودة منتج الوزارة من الخبز بعد تطبيق المنظومة الجديدة التى ادعى الوزير وكل خبراء وزارته أن الرغيف سيختلف كليا بعد تطبيقها. بحكم العادة، خصصت الحاجة زينب ساعتين يوميا لحرب الحصول على الرغيف، فمكانها فى الطابور الممتد أمام المخبز يحدده موعد قدومها إليه، وكلما بكرت زاد حظها فى الحصول على مرادها، تابعت تصريحات الوزير عودة عن الرغيف والمنظومة الجديدة، وهللت فرحا بعد علمها أن المخبز الذى اعتادت الشراء منه دخل المنظومة الجديدة، ذهبت فى موعدها للحصول على الخبز فى انتظار الرغيف الجامبو الذى حمله الوزير، وهالها ما رأت: «الرغيف زى ماهو الظاهر أن الكاميرات هى اللى بتكبره» قالتها زينب وهى تتحسر على حالها وغيرها من المواطنين الذين لا يستطيعون شراء الخبز السياحى، لكنها حمدت الله على المنظومة الجديدة، صحيح أنها لم تضف جديدا على الرغيف، لكنها رحمتها من الوقوف ساعتين فى الطابور «هى دى الحاجة الوحيدة اللى اتغيرت، ما بقاش فيه طوابير قدام الفرن».. عملها فى مستشفى الحسين يجعلها تأخذ حصتها من الأرغفة يوميا من كشك العيش إلى جوار المستشفى ثم تستأنف رحلة العودة إلى حى النهضة حيث تسكن «أصل لو ماخدتش من هنا قبل ما أروّح مش هالحق العيش فى النهضة، مش عارفة بقى لو عملوا العيش بالبطاقة هاجيبه إزاى بعد كده».. تهتم زينب بكل ما يتعلق بالخبز «هو الحاجة الوحيدة اللى لسه بنعرف نجيبها بعد ارتفاع أسعار اللحمة والفراخ.. مش فاضلنا إلا العيش الحاف». طابور العيش لم يكن وحده الذى اختفى بفعل المنظومة، فقد لحقت به «الواسطة»، حسب الحاج سامى -صاحب فرن فى الجمالية طبق المنظومة الجديدة- «مابقاش حد يشترى من جوه الفرن.. كل الناس زى بعض قدام الكشك.. و الله أدينا عملنا اللى علينا واشتركنا فى المنظومة بتاعتهم ومستنيين نشوف هيوفوا بوعودهم ولا إيه».. الحاج سامى لم يكن يعلم أن أصحاب الأفران سيتجمعون على قلب رجل واحد ويقفون فى وجه الوزير «بصراحة الخبازين عمرهم ما كانوا إيد واحدة وفى النهاية أنا خفت إن فى الظروف بتاعة البلد ممكن يعتقلونا أو يوقفوا تراخيصنا»، عن الخبز «بتاع الوزير» يضحك الحاج سامى «ده مش عيش ده جاتوه.. العيش عمره ما يكون بالحجم ده ولو هيكون كده هيبقى مصفوط» وعن لون رغيف العيش الذى صار «أبيض» بعد طول السواد يقول الحاج سامى «أصل الوزارة بقت بتدينا قمح صافى من غير ردة ولا ذرة عشان يعنى تشجعنا وحتى الذرة المخلوطة بالقمح بطلوها بعد ما كانوا بيقولوا عليها إنها صحية أكتر». أمام الكشك، وقف «جهاد» شاب سورى بدا على حديثه لهجته العربية الغريبة، دفعت «إكرامى محمود» مفتش الكشك للضحك قائلا «بعد كده هيبقى العيش بالبطاقة والأجانب مالهمش فى العيش بتاعنا» فيبادله جهاد الضحك «هبقى أخلى مصرى يشتريلى». رغيف المنظومة فى فرن الحاج سامى لم يختلف كثيرا عن الرغيف خارجها فى فرن الحاج حسين فى الحسينية الذى قرر أن يغرد خارج منظومة الوزير «الوزارة عايزة تاكل حقنا والوزير عامل نفسه عارف كل حاجة بس فى الحقيقة هو مش عارف وفاكرنا عايزين نسرق لكن لما هو يسرقنا يبقى مش غلطان»، الرجل الستينى يمسك بكلتا يديه رغيف العيش وهو خارج من الفرن «والله العظيم إحنا مش فلول ولا حرامية إحنا ناس وراها كوم لحم بياخد يومية كل يوم إزاى بقى هو عايز يحاسبنا بالشهر وإزاى الوزارة هتقدر تدفع لكل صاحب فرن 15 ألف جنيه فى الشهر». على طريقة «توفيق عكاشة» الشهيرة يسأل الحاج حسين وزير التموين «تعرف إيه عن جراية الفران؟ عارف إن كل خباز له جراية فى اليوم، فى الأول جرايته كانت بجنيهين عيش دلوقتى الجراية هتقف علىَّ ب 7 جنيه طب أعمل إيه ساعتها يا سيادة الوزير.. حس بينا شوية». «أنا بس عايز الوزير ييجى يتفرج ويشوف الطابور فى الكشك عندى لو لقى طوابير يبقى يقول إنى حرامى وياريت اللى يطلّعوا علينا إشاعات يتقوا الله.. طب وهى الحكومة اللى قلبها على المواطن وشايله همه مش المفروض تخاف عليه ولا هى لما تدينا القمح المخلوط بالدرة والردة وتدى للأفران بتاعتها القمح صافى وتقول عشان الدرة هى السبب فى إن العيش وحش، طب زمان كنتم بتقولوا عليها صحية وإن العيش الصحى هو العيش المخلوط بالدرة وبعدين لو المواطن هو المهم.. فالناس بتروح تشترى من أى فرن ومش فارق معاها أن الفرن دى جوه المنظومة ولا براها». أخبار متعلقة «المخابز» ترد على إلغاء لقاء «قنديل»«ماعندناش عيش» الأحد المقبل وزير التموين يرفض نهائياً إعادة النظر فى تكلفة إنتاج الخبز