كالعادة.. بعد أن سرقت إسرائيل الأراضى العربية تمد يدها لتسطو على موسيقانا العربية، حيث استغلت انشغال مصر بإصلاحاتها السياسية عقب ثورة 25 يناير وبدأت السطو على بعض أغنياتنا دون الرجوع إلى أصحاب حقوقها، والأخطر أن تطول سرقاتها رموزا كبيرة فى عالم الغناء مثل أم كلثوم وعبدالحليم وعمرو دياب وغيرهم. «الوطن» قررت -فى ذكرى رحيل العندليب الأسمر ال36- أن تدق ناقوس الخطر وتفتح ملف سرقة إسرائيل للتراث الغنائى المصرى فى السنوات الأخيرة. بدأت محاولات إسرائيل السطو على تراثنا الغنائى مع المطربة الإسرائيلية ساريت حداد، التى قدمت فى ألبوماتها أشهر أغانى أم كلثوم مثل «أمل حياتى» و«الأطلال» و«إنت عمرى» و«الحب كده» وغيرها، وتكررت محاولات السطو على تراث كوكب الشرق فى إسرائيل من خلال اختيار الكثير من المطربين الشعبيين المغمورين، خاصة من اليهود ذوى الأصول الشرقية، لأغانى أم كلثوم وتقديمها فى الحفلات والأفراح، كما أن الكثير من المواهب الشابة يقوم بدراسة الموسيقى الشرقية، وحققت بعض المواهب نجاحا فى برامج اكتشاف المواهب الإسرائيلية مثل «ذا فويس» وغيرها، ومن أشهر هذه المواهب الطفل الإسرائيلى «Michel Cohen» الذى يقدم أغانى أم كلثوم فى كل الحفلات فى إسرائيل بعد نجاحه من خلال أغنياتها فى أحد برامج اكتشاف المواهب. يقول محمد شبانة، ابن شقيق العندليب عبدالحليم حافظ: «الحكومة المصرية لم تستطع اتخاذ أى موقف حاسم لحماية تراث وأغانى المطربين الكبار، حتى إن الموضوع امتد إلى مطربين شباب تُسرق أعمالهم وتُغنى فى إسرائيل دون علمهم، وبهذا سيصبح التراث الغنائى المصرى مباحاً للجميع، ومسألة السطو على أغانى العندليب لا بد أن تأخذ مجراها القانونى لحماية تراثنا الغنائى، لأن عبدالحليم وتراثه الغنائى ليس ملكى بمفردى، بل ملك للشعب المصرى والوطن العربى كله». وأضاف «شبانة» أنه لم يتخذ أى خطوة قضائية لأنه لا يملك حق الأداء العلنى لأغانى عبدالحليم، وهناك جهات مصرية هى التى يجب أن تتخذ الإجراءات القضائية، وهى جمعية المؤلفين والمُلحِّنين المصرية، التى لم تتخذ أى خطوة إيجابية فى تحقيق ذلك. أما الشاعر والملحن محمد رفاعى، العضو العربى الوحيد فى منظمة «الساسام»، والخبير فى حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلنى، فيقول: «كل دولة لها قانون يحكم إعادة نشر الأعمال أو تداول العمل بأكثر من لغة، والمتعارف عليه دوليا فى إعادة النشر يشترط قانوناً الحصول على ترخيص من صاحب العمل نفسه، أو من الوكيل عن أعماله «الساسام» الفرنسية، أما إسرائيل فلها وضع خاص لأن أى شاعر أو ملحن يرفض التطبيع من خلال استغلال أغانيه فى إسرائيل، لذلك لجأت الحكومة الإسرائيلية لتعديل القانون الدولى بعدم الحصول على ترخيص من صاحب العمل، بشرط وضع اسم صاحب العمل فقط على الأغنية، وتقوم جمعية «الساسام» الفرنسية بتحصيل الحقوق من شركة «آكوم» الإسرائيلية المسئولة عن ذلك». من جانبه يقول الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين: «الجمعية تقوم بتحصيل حق الأداء العلنى للمؤلفين والملحنين المصريين، وليس للمطرب أى علاقة بهذه الحقوق، ويتم ذلك بالتعاون مع جمعية «الساسام» الفرنسية، فهى المسئولة عن تحصيل الحقوق خارج مصر بصفة دورية عن كل ما يبث أو يذاع على القنوات المختلفة والمتنوعة، أما بخصوص الأغانى المسروقة فى إسرائيل أو أى دولة أجنبية سواء كلمات أو لحن فيقوم الملحن والشاعر بتقديم شكوى للجمعية بها محتوى الأغنية، وتقوم الجمعية بمخاطبة «الساسام» فى فرنسا لتحصيل الحقوق، لأننا لا نخاطب جمعية «آكوم» الإسرائيلية لعدم وجود أى علاقات بين البلدين، وهذا بخصوص تحصيل الحقوق فقط لأن منتج العمل هو المسئول عن وقف عرض هذه الأغانى». أما المنتج نصر محروس فيقول: «تعرضت بعض الأغانى المصرية للسطو والسرقة من مطربين إسرائيليين، ويتم ذلك بأكثر من طريقة من خلال سرقة الكلمات وتحويلها إلى العبرية مع الإبقاء على اللحن والتوزيع أو عن طريق إعادة تقديم الأغانى العربية «تقليد» بصوت إسرائيلى، فلم يكتفوا فقط بسرقتها ووضعها فى ألبوم، بل قام بعضهم بتصوير الأغانى المسروقة فى فيديو كليب بشكل جديد مثل أغنية «صبرى قليل» لشيرين وهى من إنتاجى، حيث قامت مطربة إسرائيلية بسرقة الأغنية وتصويرها كليب، وقمت بإبلاغ الجهات الرسمية وقتها، ولكن لم تحدث أى خطوة لمنع هذه السرقات المتكررة حتى الآن عن طريق إعادة توزيع الأغانى القديمة بإيقاع حديث، خاصة أغانى كبار المطربين.