أوشكت المحال التجارية على تعليق لافتة «مطلوب زبون» على أبوابها الخارجية نظرا لحالة الركود التى ضربت الأسواق والمجمعات الاستهلاكية رغم عروض التخفيضات.. وقال طارق شعلان، رئيس شركة المجمعات الاستهلاكية: رغم توافر جميع السلع والمنتجات بأسعار مناسبة فى المجمعات الاستهلاكية حاليا فإن حركة البيع انخفضت بنسبة تتجاوز ال50%. وأضاف شعلان: استراتيجية الشركة فى توفير السلع والمنتجات مستمرة حتى بعد شهر رمضان المقبل بأسعار تتناسب مع محدودى الدخل، معربا عن أمله فى تنشيط حركة البيع بالمجمعات فى رمضان، خاصة أن الشركة اشترت 100 ألف طن سكر من شركة السكر للصناعات التكاملية لتلبية احتياجات المواطنين بالإضافة إلى التعاقد مع بعض الموردين، لافتا إلى أن أسعار السكر فى المجمعات لا تتجاوز 4 جنيهات و75 قرشا لجميع الأنواع المعروضة. أشرف عبده، مدير فرع مجمع استهلاكى بمنطقة باب اللوق بالقاهرة، أكد أن حركة البيع والشراء تكاد تكون منعدمة فى المجمعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، رغم توافر المعروض من السلع الاستراتيجية وبأسعار مستقرة فى جميع السلع باستثناء منتجات الألبان والأسماك التى شهدت أسعارها انخفاضا الأسبوع الماضى وخاصة أسماك «فيليه الباسا» المعروضة حاليا بسعر 14 جنيها بدلا من 15 جنيها. وأكد أحمد يحيى، رئيس شعبة المواد الغذائية، وجود ركود فى السوق المحلية رغم توافر المعروض من السلع، غير أنه توقع رواجا نسبيا فى رمضان بسبب «شنطة رمضان». ولا تختلف أوضاع محال الملابس كثيرا عن البقالة و«السوبرماركت» و«المجمعات الاستهلاكية»، حيث أكد يحيى زنانيرى، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية، أن الركود أصاب تجارة الملابس وتفاقم الفترة الماضية مع تزايد التوترات السياسية والاقتصادية وعودة المظاهرات و«المليونيات». وأشار إلى أن نسبة البيع والشراء للملابس الجاهزة تراجعت بنسبة 50% فى جميع المحافظات وازدادت الأزمة مع امتحانات الثانوية العامة التى شغلت الأسر المصرية عن شراء أى مستلزمات ودفعتهم للتفرغ إلى الامتحانات، بجانب انخفاض القوة الشرائية نتيجة تسريح العمالة وعدم قدرة المنتجين على تدبير رواتب العاملين. فى إحدى الشوارع الحيوية بالمهندسين، خلا الحى الراقى من زبائنه كعادته.. «طبيعى جدا ميكونش فيه زباين ما انت شايف حال البلد»، يقولها محمد محمود مدير محل لبيع الأحذية، مضيفا أن فترة الامتحانات زادت من الركود الذى تشهده الأسواق، «الامتحانات» كانت أيضا السبب الذى اتخذه جورج يوسف مدير محل لبيع الملابس الحريمى، غير أنه اعتبر أن «الحال دلوقتى أرحم من أيام الثورة الأولى». من أمام خزينة السوبر ماركت الذى تديره، أثناء متابعتها لفواتير الموردين، تقول «ابتسام»: «الأسعار ارتفعت والناس معذورة»، معتبرة أن الظروف التى تمر بالبلاد عامل أساسى فى عزوف الناس عن الشراء. «اللى معاه جنيه شايله عشان خايف لا الثورة تقوم تانى»، يبرر بها معاذ غنيم الشاب العشرينى من داخل الكشك الذى يعمل به، ويضيف: «الحال كده من بعد الثورة مفيش جديد والسوق نايم»، وفى أحد محال بيع ملابس الأطفال والسيدات تشير إحدى العاملات إلى مكان عملها الفارغ مدللة على حال السوق «حضرتك شايف مبقاش فيه زباين بتدخل لنا» قبل أن تضيف: «الوضع سيئ على البلد كلها».