تحولت الإسكندرية، من أحد أهم معاقل جماعة الإخوان، ومناطق نفوذها الرئيسية، إلى مصيدة لأعضائها، حيث قضى المتظاهرون ساعات أمس الأول فى مطاردة أعضاء الجماعة، وحزب الحرية والعدالة فى الشوارع، وأمام مقراتهم حتى صباح أمس. وخرج المئات فى مسيرة مناهضة لجماعة الإخوان انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم، واستقرت أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية فى سيدى جابر، ونشبت اشتباكات عنيفة بينهم، وبين عدد من مؤيدى الجماعة، تطورت إلى حرب فى الشوارع الجانبية استخدمت فيها الزجاجات، والحجارة، قبل أن تفصل قوات الأمن بين أطراف الاشتباكات، وضبط 4 من الذين شاركوا فيها. وعلى الرغم من قلة المشاركين فى المظاهرات، بسبب توجه أغلب النشطاء للمشاركة فى مليونية جمعة «رد الكرامة» أمام مكتب الإرشاد فى المقطم، فقد تسارعت وتيرة الأحداث، وطارد المتظاهرون أعضاء الإخوان فى كل اتجاه. وحاول عدد من المتظاهرين اقتحام مقر حزب الحرية والعدالة فى منطقة «فلمنج» إلا أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد منهم. وأعلن المكتب الإدارى للجماعة، والأمانة العامة للحزب، إخلاء جميع المقرات فى المحافظة، خوفاً من اقتحامها، على الرغم من عدم قلة أعداد المتظاهرين، والذين انتقلوا من أمام مقر الحرية والعدالة فى «فلمنج» إلى مقر الحزب فى منطقة العصافرة، ومقر المكتب الإدارى للجماعة فى منطقة سيدى جابر. واتهمت القوى الثورية جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، بالتسبب فى أحداث العنف التى يشهدها الشارع، بسبب السياسات الإقصائية، والمتطرفة ضد جميع أطياف العمل السياسى. وأصدرت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة الدولة بياناً جاء فيه: «لن نتحدث عن أحداث العنف التى دارت، ولكن سنعيد عجلة التاريخ إلى الخلف لنتذكر سوياً المشاهد الراقية فى اعتصام الاتحادية، التى تحولت فى اليوم الثانى إلى مشاهد وحشية ودموية وهمجية من جماعة الإخوان المسلمين، وتكررت أجزاء من هذه المشاهد فى أحداث الجمعة». وقال محمد سعد خير الله، منسق الجبهة، إن الشرطة تحمى الجدران، والدولة فى يد المرشد العام للإخوان، والقانون أهدرته الجماعة بعد اعتداءات الاتحادية التى أسفرت عن سقوط الشهداء والضحايا، ولا توجد تحقيقات من الأساس لإعادة حقوق الشهداء والمصابين، ولم يحاسب أحد على حصار المحكمة الدستورية حتى يتمكن فصيل سياسى من سرقة دستور مصر. وأضاف: «نرفض كل أعمال العنف وندينها، ولكن الإخوان هم من بدأوا فى استخدم الميليشيات وضرب المتظاهرين السلميين، والاعتداء على النساء، ونحن نطالب برحيل الرئيس مرسى الذى هدم الدولة وأهدر القانون». من جانبه، قال عاطف أبوالعيد، أمين الإعلام فى حزب الحرية والعدالة فى الإسكندرية: «عشرات من البلطجية، ومجموعات البلاك بلوك المدعومين بغطاء سياسى من بعض القوى السياسية، وراء الاعتداء على مقرات الحزب والجماعة، وأعضاء الحزب لم يكونوا طرفاً فى أى اشتباكات». وأضاف: «رغم كل الأحداث التى تعرضنا له، واصلنا أعمالنا الخدمية لأهالى الإسكندرية، ونظمنا أسواقاً وقوافل طبية، وحملات لرصف الطرق، وتنظيف الشوارع، وأعمال الصيانة للمدارس».