دعا الشيخ محمد حسين يعقوب، الداعية السلفي، في خطبته التي ألقاها بمسجد أبو بكر الصديق بمدينة بلطيم بكفر الشيخ، واستمرت لما يقرب من الساعة، جموع المصلين ليكونوا عبادا ربانين، لا ينتظرون الجزاء في الدنيا. وقال يعقوب، للمصلين أنه يحبهم في الله، وسألهم كيف حالكم مع الله؟، وكيف حال قلوبكم معه؟، وكيف حالكم وأنتم ترون الدنيا هذه الأيام؟، ودعا الله أن يرضى عنا وعنكم. وبطريقته المعهوده بخفض الصوت ثم ارتفاعه، واصل تساؤلاته، هل أصلحت يوما بين متخاصمين، وكيف سيميل ميزانك يوم القيمة، يمينا أم شمالا؟، هل أصبحت يوما في شوق لأن ترى وجه الله الكريم؟، ودعا المصلين لعدم الإنشغال بالدنيا وهمومها. ووصف يعقوب العبد الرباني بأنه مخلص لا ينتظر الجزاء في الدنيا، وإذا كان ينظر للدنيا على أنها دار ابتلاء فإنه ينظر للآخرة دار جزاء، فالصحابة بايعوا الرسول في بداية الدعوة على الجنة في الآخرة وليس الدنيا، وليس التمكين كما يقول البعض، فالرباني غني القلب، ولم يوزع الرسول الغنائم على الأنصار لأنه اختار نفسه لهم، قائلا: ألا ترضون أن يرجع الناس لأهلهم بالشاة والبعير وتعودون أنتم بالرسول. وأِشار يعقوب، في خطبته أن ما قتل الناس اليوم، حرصهم على المقابل في الدنيا، فالعالم يريد بعلمه حب الناس وتوقيره، والعلو على الناس والظهور، فهل نفعت المناصب والأموال أصحابهم، فهم الآن في السجون مقيدون في الأغلال. وشدد على جمع شتات القلب، بتلاوة القرآن الكريم، وأضاف المصاحف في متناول الجميع، فأين قلبك من القرآن، وغني القلب يرى أهل الدنيا مساكين، لأنهم خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، وهو حب الله. وأضاف يعقوب، كان الصحابة والسلف الصالح يشتهون العبادة والصلاة حتى التعب والنصب، ونحن الآن في زمن ينظر الناس فيه لأسعار السيارات والسلع المختلفة، فالتليفزيون ربى الناس على مشاهدة الإعلانات، والتطلع إلى الدنيا، وهاجم يعقوب، القنوات الإسلامية، قائلاً: إن نصف وقتها إعلانات، فتنظر الزوجات لها وتسخط على رزق الله، ولا ترضى بما قسم الله لها، فالنظر إلى الدنيا يعطل السير إلى الله، وغني القلب لا يرى الدنيا أصلا، وقال رسول الله لابن عمر عندما رآه يصلح أحد الجدران المائلة: "الأمر أعجل من ذلك".