بعد السيطرة على صوران ودابق بريف حلب الشمالي، ضمن عملة درع الفرات، بات الجيش السوري الحر، المدعوم من قبل القوات التركية، على بعد 20 كيلو مترًا من مدينة الباب الاستراتيجية بريف حلب الشرقي، وذلك بعد أن تمكن من تطهير نحو 1200 كيلو مترًا مربعًا، من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ومكنت السيطرة على بلدة صوران وقرية دابق اتصالًا جغرافيًا، بين مدينتي مارع بالريف الشمالي، ومدينة جرابلس بالريف الشرقي، كما صعّب، إلى حد كبير، على منظمة "ب ي د" الإرهابية مخططاتها بربط مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، الممتدة من حدود العراق شرقًا وحتى منبج غرب الفرات، باتجاه مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وذلك بعد بدء الجيش الحر بالسيطرة على أجزاء من الممر المزمع، والذي سيقطع تمامًا في حال تحرير مدينة الباب. وبحسب مراقبين، شكلت السيطرة على قرية دابق ضربة معنوية كبيرة لداعش، لما لهذه القرية من رمزية دينية لدى التنظيم وفكره الذي ينص على أن معركة كبرى بين ما يصفونه بالدولة الإسلامية والصليبين ستجري فيها، لدرجة أن قيادة التنظيم أطلقت اسم دابق على جهازها الإعلامي. في حين برر قائد التنظيم أبوبكر البغدادي، الخسارة بأن معركة دابق المرتقبة لم يحن وقتها، وأنهم سيعودون إليها من أجل الواقعة الكبرى، بحسب ما نقلت عنه مواقع مقربة من التنظيم. وأفادت مصادر في الجيش الحر لمراسل الأناضول، أن الفصائل عازمة على مواصلة طريقها جنوبًا نحو مدينة الباب حتى تحريرها من تنظيم داعش، مؤكدين أن العمق الذي وصلوا إليه اعتبارا من الحدود التركية يتراوح بين 20 إلى 23 كيلومترًا. وأوضحت المصادر، أن المساحة التي تم السيطرة عليها منذ بدء عملية درع الفرات في أغسطس الماضي، شهدت عودة أعداد كبيرة من المواطنين الذي كانوا قد لجأوا للمخيمات هربًا من داعش، متعهدين بفعل ما يلزم لضمان أمن الناس في المناطق المحررة.