يشهد دير الأنبا "بيشوى" بوادي النطرون، الذي يبعد عن المدينة حوالي 12 كيلو مترا، حيث يرقد البابا شنودة الثالث، الذي رحل في 17 مارس الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا، توافد الآلاف من الأقباط من مختلف مدن ومراكز محافظة البحيرة ومحافظات الجمهورية ومختلف الدول الأجنبية، منذ صباح أمس الجمعة؛ للاحتفال بالذكرى الأولى للبابا شنودة الثالث، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام. ويقام قداس خاص يوم الثلاثاء يترأسه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ لإحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة الثالث، والذى يحضره الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية. يقتصر القداس علي آباء المجمع المقدس وعدد من الأساقفة والرهبان والكهنة من الأديرة المختلفة والشخصيات العامة بخلاف قداس الأحد الذي يحضره شعب الكنيسة، الذي يتوافد على مزار مثلث الرحمات بالدير لإحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة. من المنتظر أن يقوم البابا تواضروس بتسليم الجائزة الدولية العالمية، التي أطلقها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي باسم "الحكمة والشفقة"، والتي تحمل اسم البابا شنودة الثالث تخليداً لذكراه، والتي من المتوقع أن تكون هذا العام من نصيب الطبيب الأمريكي "مارتين شرايبر"، الذي أشرف على علاج البابا في سنوات حياته الأخيرة. القمص "صربامون" مسؤول العلاقات العامة بدير الأنبا بيشوى، قال إن ذكرى البابا شنودة الثالث تمثل عيداً للأقباط، مضيفا بأننا عادة ما نحتفل بنياحة القديس أو البابا ولا نحتفل بعيد ميلاده، عملا بالآية التي تقول "انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم"، وندرس حياة الشخصية ودورها في الحياة الكنسية والعامة وماذا قدم صاحبها للكنيسة وللوطن، مؤمنين بأنه انتقل إلى السماء وأن وجود البابا في السماء يشفع لنا. وأشار القمص "صربامون" إلى أن الدير مفتوح لاستقبال جميع الأقباط من كافة محافظات الجمهورية دون رسوم، كما تم فتح باب الضيافة وتقديم الواجبات للحضور من إنتاج مزار الدير، موضحًا أن هناك إجراءات تنظيمية يشرف عليها الرهبان لتيسير عملية الدخول والخروج من الدير ووجود أماكن انتظار للسيارات، في ظل حالة الزحام والتكدس من الأقباط لأخذ البركة من البابا، مشيرًا إلى استمرار الاحتفالات حتى الثلاثاء المقبل حيث من المقرر أن يحضر البابا تواضروس الثاني لإقامة الصلاة. الدكتور بشارة عبدالملك عضو المجلس الملي، قال إننا نحتفل بعيد نياحة البابا شنودة الثالث، كونه أحد أهم الشخصيات التي أثرت بشكل إيجابي في الحياة الكنسية والعامة في مصر والمنطقة، وكان مثالاً للعطاء والوفاء والإخلاص لمصر وللوطن وله مواقفه الوطنية التي لا تنسى مطلقا. من جانبه، أكد المحاسب محمد مكرم، رئيس مدينة وادى النطرون، أن الوحدة المحلية اتخذت الاستعدادات اللازمة لاستقبال الأقباط للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوي، مشيرًا إلى أنه تم وضع لوحات إرشادية لتوجيه الزائرين إلى دير الأنبا بيشوي، من خلال طريق مجمع المدارس الذي يلتقي مع طريق القرية الجنوبية الرابط مع الطريق المؤدي لقرية بني سلامة، ومنه إلى طريق المفصل (الطريق الأمني) الذي ينتهي أمام مدخل الدير. وأضاف: "تم الدفع بسيارة إسعاف مجهزة بالمستلزمات والفريق الطبي وسيارة إطفاء من قوة الدفاع المدني، لتأمين الاحتفال بالدير حتى الانتهاء منه. كما شاركت هيئة البريد المصرى فى إحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة الثالث، حيث قامت بإصدار طابع تذكاري باسم البابا ويحمل صورته، وقال نبيل شفيق فهيم، مدير مجموعة بريد الباجور بمحافظة المنوفية، إن البريد كان حريصاً على المشاركة في إحياء الذكرى الأولى للبابا شنودة بإصدار طابع بريد يحمل اسمه وصورته تكريماً لقداسته وحرصا من البريد المصري على تدعيم الوحدة الوطنية، ولاقى هذا الطابع قبول الوفود القادمة لزيارة قبر البابا في ذكراه الأولى. وداخل الدير، حيث توافد المئات أمام قبر قداسة البابا طالبين البركة، يقول سعيد راغب 45 سنة تاجر بإمبابة، إنني حريص على زيارة مثلث الرحمات لأخذ البركة والعظة من البابا شنودة الثالث، مشيراً إلى أن هذه الزيارة هي الثانية له خلال هذه السنة، قائلاً إنه أتى لزيارة مثلث الرحمات بعد أن اشتاق إلى البابا شنودة، مضيفاً أنه أتى مع خمسة أصدقاء له بمنطقة إمبابة طالبين البركة. مينا ريمون 22 سنة طالب بكلية الصيدلة من القاهرة، أعرب عن مزيج من المشاعر تضم الحزن والفرح معاً، حيث عبر عن حزنه الشديد لفقد البابا شنودة الثالث الذى وصفه بالأب الروحي له، وسعادته أيضاً بزيارته له فى ذكراه الأولى، مؤكداً أنها لن تكون الزيارة الأخيرة.