واصلت أزمة نقص البنزين والسولار تصاعدها بالمدن والمحافظات، وشهدت محطات الوقود زحاماً شديداً تسبب فى إغلاق الطرق وتعطل حركة المواصلات، فيما استغل تجار السوق السوداء الأزمة ورفعوا الأسعار إلى الضعف. فى الغربية، قطع سائقو سيارات الشحن التابعة لشركة «مصرللبترول» بمدينة طنطا، طريق «طنطا - الإسكندرية الزراعى» أمام الشركة، احتجاجاً على استيلاء المواطنين على حمولة سياراتهم بشكل إجبارى. وعقدت جبهة الإنقاذ بالقليوبية اجتماعاً شارك فيه عدد من ممثلى الأحزاب لمناقشة الأزمات التى تواجههم وفى مقدمتها السولار، وتم الاستماع إلى شكاوى السائقين وأصحاب المخابز لعرضها على المسئولين فى أقرب وقت، لوضع حلول عاجلة لها ومنع الإضرابات وقطع الطرق والامتناع عن العمل. فيما هدد أصحاب المخابز البلدية بالدخول فى إضراب مفتوح والاعتصام أمام شركة «بترول القاهرة» بمسطرد، حتى يتم ضخ كميات كبيرة للقليوبية للقضاء على الأزمة. وفى المنيا، تسببت أزمة الوقود فى شلل واختناقات مرورية بعد تكدس السيارات فى الشوارع المحيطة بالمحطات، وتلقى اللواء أحمد سليمان، مدير أمن المنيا، بلاغاً من التموين يفيد ضبط «إبراهيم. ك. ع» 34 سنة» وبحوزته 100 لتر بنزين داخل 5 جراكن. وفى أسيوط، تصاعدت أزمة نقص السولار داخل مدن وقرى المحافظة، مما دفع سائقى الميكروباص إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول عليه بسعر مضاعف. وقطع السائقون الطرق فى بعض القرى ومنعوا مرور السيارات، وأكدوا أنهم يبيتون داخل المحطات وفى النهاية لا يحصلون على السولار مما يهدد مصدر رزقهم الرئيسى. وأدت الأزمة إلى قيام بعض من أهالى قريتى بنى قرة وأم القصور لتبادل إطلاق النيران فيما بينهم بسبب أولوية الحصول على صفيحة سولار، مما أدى إلى إصابة سيدة أثناء مرورها بالمعركة. من جانبه، قال الدكتور حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، إن الحكومة فشلت فى إيجاد حلول واقعية لأزمة الوقود، محذراً من حدوث كوارث فى حالة عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير السولار قبل بداية موسم الحصاد، لافتاً إلى أن الحكومة لم تطلب من الشعبة التعاون معها لوضع حلول للأزمة، مشيراً إلى أن الشعبة لديها العديد من المقترحات التى قدمت بعضها لرئاسة الجمهورية ووزارة البترول دون استجابة. فيما كشف مصدر مسئول بالهيئة العامة للبترول عن مخاطبة وزارة المالية لتوفير مليار دولار لتسديد نصف قيمتها إلى موردى الوقود، لاستيراد 100 ألف طن بنزين و200 ألف طن سولار شهرياً بدءاً من أبريل حتى يونيو المقبلين، لسد احتياجات المواطنين فى السوق المحلية. وأوضح المصدر ل«الوطن» أن الهيئة تنتج 11 ألف طن، فى حين يستهلك السوق 18.5 ألف طن يومياً، بينما تنتج 60% من السولار وتستورد 40% يومياً لتغطية احتياجات المواطنين فى مصر، مشيراً إلى أن الهيئة ستقوم بمد فترة تلقى عروض الشركات العالمية المصدرة للوقود، لاختيار أفضل العروض المالية التى تتناسب مع الوضع المالى لهيئة البترول. وأشار المصدر إلى أن هيئة البترول فرغت أمس، 30 ألف طن سولار لتوزيعها على محطات الوقود بالمحافظات، بعد تفريغ 6400 طن بوتاجاز سائل من السعودية فى ميناء الزيتيات بالسويس، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد ملاحقة أزمة السولار لمنع تفاقمها بالسوق المحلية بعد تزايد عجز السولار إلى 40% مقارنة بالشهر الماضى.