توافد الآلاف من الأقباط من مختلف المحافظات وعدد من الدول الأجنبية على دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، حيث يرقد البابا شنودة الثالث لإحياء الذكرى الأولى لرحيله، وحرص عدد كبير منهم على كتابة أمنياتهم، وشكاواهم، ووضعها على مدفنه. الاحتفال يستمر لمدة 3 أيام يعقبه قداس خاص يوم الثلاثاء المقبل يترأسه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويحضره الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، ومطروح، ويقتصر حضوره على آباء المجمع المقدس، وعدد من الأساقفة، والرهبان، والكهنة من الأديرة المختلفة، والشخصيات العامة بخلاف القداس الذى يقام اليوم، ويحضره شعب الكنيسة، الذى يتوافد على مزار مثلث الرحمات بالدير لإحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة، ومن المنتظر أن يقوم البابا تواضروس بتسليم الجائزة الدولية العالمية، التى أطلقها المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى باسم «الحكمة والشفقة»، والتى تحمل اسم البابا شنودة الثالث تخليداً لذكراه، والتى من المتوقع أن تكون هذا العام من نصيب الطبيب الأمريكى «مارتين شرايبر»، الذى أشرف على علاج البابا فى سنوات حياته الأخيرة. «الوطن» رصدت توافد الأقباط على دير الأنبا بيشوى للاحتفال بذكرى رحيل البابا شنودة، الجميع كان حريصاً على زيارة قبر البابا لأخذ البركة، ووضع ورقة أمنية على مدفنه، وسط حالة من الحزن، والصلاة وكتابة أسمائهم على لوحة الزيارات الكبيرة الموجودة أمام الكنيسة الأثرية، وإلقاء أوراق بها شكاواهم، وأمانيّهم فى مقبرة البابا، وفى ظل تنظيم جيد من مسئولى ورهبان الدير رغم الزحام الشديد من الأقباط لزياة مزار البابا، الذى يضم المدفن، ومعرضاً للصور، والكتب، والمقتنيات الشخصية للبابا داخل دير الأنبا بيشوى، التى تشمل الملابس الكهنوتية، والأقلام، والشهادات الفخرية، ومؤلفاته. يقول القمص «صربامون» مسئول العلاقات العامة فى دير الأنبا بيشوى «ذكرى نياحة البابا شنودة الثالث تمثل عيداً للأقباط»، مضيفاً: إننا عادة ما نحتفل بنياحة القديس أو البابا، ولا نحتفل بعيد ميلاده، عملاً بالآية التى تقول «انظروا إلى نهاية سيرتهم، وتمثلوا بإيمانهم»، وندرس حياة الشخصية ودورها فى الحياة الكنسية والعامة، وماذا قدم صاحبها للكنيسة والوطن، مؤمنين بأنه انتقل إلى السماء وأن وجود البابا فى السماء يشفع لنا. وأشار القمص «صربامون» إلى أن الدير مفتوح لاستقبال جميع الأقباط من كافة محافظات الجمهورية دون رسوم، كما تم فتح باب الضيافة وتقديم الوجبات للحضور من إنتاج الدير، موضحاً أن هناك إجراءات تنظيمية يشرف عليها الرهبان لتيسير عملية الدخول، والخروج من الدير، ووجود أماكن انتظار للسيارات، فى ظل حالة الزحام، والتكدس من الأقباط لأخذ البركة من البابا، مشيراً إلى استمرار الاحتفالات حتى يوم الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر أن يحضر البابا تواضروس الثانى لإقامة الصلاة فى ذكرى نياحة البابا شنودة الثالث. وقال الدكتور بشارة عبدالملك، عضو المجلس الملى «نحتفل بعيد نياحة البابا شنودة الثالث، كونه أحد أهم الشخصيات التى أثرت بشكل إيجابى فى الحياة الكنسية، والعامة فى مصر والمنطقة، وكان مثالاً للعطاء، والوفاء، والإخلاص لمصر وللوطن، وله مواقفه الوطنية التى لا تنسى مطلقاً». من جانبه، قال المحاسب محمد مكرم، رئيس مدينة وادى النطرون «الوحدة المحلية اتخذت الاستعدادات اللازمة لاستقبال الأقباط للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوى، ووضعنا لوحات إرشادية لتوجيه الزائرين إلى دير الأنبا بيشوى، من خلال طريق مجمع المدارس الذى يلتقى مع طريق القرية الجنوبية الرابط مع الطريق المؤدى لقرية بنى سلامة، ومنه إلى طريق المفصل (الطريق الأمنى) الذى ينتهى أمام مدخل الدير. وأضاف أنه تم الدفع بسيارة إسعاف مجهزة بالمستلزمات والفريق الطبى وسيارة إطفاء من قوة الدفاع المدنى، لتأمين الاحتفال بالدير حتى الانتهاء منه. كما شاركت هيئة البريد المصرى فى إحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة الثالث، حيث قامت بإصدار طابع تذكارى باسم البابا ويحمل صورته، وقال نبيل شفيق فهيم، مدير مجموعة بريد الباجور فى المنوفية، إن البريد كان حريصاً على المشاركة فى إحياء الذكرى الأولى للبابا شنودة بإصدار طابع بريد يحمل اسمه وصورته، تكريماً لقداسته، وحرصاً من البريد المصرى على تدعيم الوحدة الوطنية، ولاقى هذا الطابع قبول الوفود القادمة لزيارة قبر البابا فى ذكراه الأولى. وداخل الدير توافد المئات أمام قبر قداسة البابا طالبين البركة، وقال سعيد راغب 45 سنة تاجر «حريص على زيارة مثلث الرحمات لأخذ البركة والعظة من البابا شنودة الثالث، مشيراًً إلى أن هذه الزيارة هى الثانية له خلال هذه السنة، قائلاً إنه أتى لزيارة مثلث الرحمات بعد أن اشتاق إلى البابا شنودة، مضيفاً أنه أتى مع خمسة أصدقاء له بمنطقة إمبابة طالبين البركة من زيارتهم للبابا. وقالت سامية فوزى شمس، مدير مبيعات بإحدى الشركات، إن علاقتها بالبابا شنودة قديمة منذ أن كان عمرها 3 سنوات، مضيفة أنها بعد أن انتقلت مع عائلتها من محافظة أسيوط إلى القاهرة توطدت علاقتها بالبابا شنودة فى ظل وجود منزل الأسرة بشارع رمسيس بجوار الكاتدرائية، وفى ظل وجودها بالمدرسة التى كانت بجوار الكلية الإكليركية، حيث كانت ترى البابا شنودة بصفة يومية حينما كان أسقف التعليم بالكنيسة القبطية، وتمنت وقتها أن يخلف أسقف التعليم وقتها البابا كيرلس الثالث بعد نياحته وحدث ما تمنته، وأصبح أسقف التعليم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأشارت إلى أن البابا شنودة كان يتمتع بالحكمة الشديدة والوطنية المخلصة والطيبة والأخلاق الرفيعة وروح الدعابة، وتتذكر موقفاً حدث معها حينما كانت بالمدرسة تتسلم جائزة الطالبات المتفوقات وكتب اسمها بطريق الخطأ على الإنجيل المقدم لها كهدية حيث كتب لقبها «مشمش» بدلاً من «شمس» وعلق البابا قائلاً «إنتى اللى طلعتى الأولى فى المشمش».