هى الصدفة ومفارقتها؛ 3 ممن فرقتهم السياسة وأقدارها، جمعهم يوم عيد ميلادهم فى الرابع من مايو، هم: الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والقيادى الإخوانى خيرت الشاطر، والنائب مصطفى النجار أحد مؤسسى حزب العدل. فى يوم مولد مبارك، الذى قالت إحدى الصحف عنه قبل الثورة إنه «يوم ولدت مصر من جديد»، ولد خيرت الشاطر الذى رشحته جماعة الإخوان، بعد الثورة، فى انتخابات الرئاسة، ليكون خليفة لمبارك فى حكم مصر، بعدما تبادلا المواقع، بخروج الشاطر من السجن نفسه الذى ينتظر مبارك، وحاول الشاطر الجلوس على كرسى الحكم الذى أُزيح عنه مبارك بقوة الثورة، لكن قرار لجنة الانتخابات الرئاسية باستبعاد الشاطر لم يُمكنه من استكمال ماراثون الرئاسة. المخلوع الذى كان التليفزيون يقدم له التهنئة كل عام ما زال يحتفل داخل سجنه الطبى، ولم تمنع الأحداث مؤيديه من الاحتفال بيوم مولد رئيسهم المخلوع، فكانت التهنئة بعبارة «كل عام وأنت بخير رئيسنا الحبيب ربنا يديك الصحة ويصبرك اللهم آمين» تتصدر صفحة «إحنا آسفين يا ريس وحقك على راسنا» على موقع «فيسبوك». والطريف أن باب «حظك اليوم» فى «إحدى الصحف» أمس الجمعة قال للثلاثة: «من حقك اليوم أن تتكاسل وتسترخى وتستمتع بوقتك». أما موقف الشاطر من الاحتفال بعيد الميلاد، فله ضوابط شرعية تخص أعضاء «الجماعة»، قال عنها الدكتور مروان محمد على، المتحدث الرسمى باسم حملة دعم خيرت الشاطر: «نحن نقدس مشروعاً، ولا نقدس أفراداً»، مؤكداً أن جماعة الإخوان المسلمين لم يسبق لها الاحتفال بأعياد ميلاد رموزها وقياداتها، لأنه احتفال خاص بأسرة صاحبه فقط، حسب وصفه، الموقف الرافض للاحتفال أكده قيادى إخوانى مقرب من الشاطر، رفض ذكر اسمه، وقال: «مش بنعمل عيد ميلاد، ده مش عندنا فى الجماعة، لأن فيه حرجاً شرعياً». وبين المخلوع والطامح لخلافته، يقف الدكتور مصطفى النجار، الذى كان فاعلاً فى الحدثين الكبيرين اللذين مر بها مبارك والشاطر، فقد شارك فى الثورة التى خلعت الأول ومنحت صك الحرية للثانى، وهو أحد مؤسسى حزب العدل، وجد نفسه أمام مفارقة صعبة، حيث توافق يوم عيد ميلاده مع «مليونية النهاية»، التى انطلقت فى ميدانى التحرير والعباسية، لذا يبدو أنه اكتفى بتلقى عدد من التهانى على صفحته على «فيسبوك» وحسابه فى «تويتر».