تجمع إسرائيليون إلى جانب شخصيات بارزة من جميع أنحاء العالم، اليوم في القدس، لتشييع جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، الذي وافته المنية أول أمس عن عمر ناهز 93 عاما، بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية. شارك في الجنازة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والرئيس الألماني يواخيم جاوك، وسامح شكري وزير الخارجية، والأمير تشارلز، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وعشرات آخرين من زعماء العالم. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية بعض الطرق وسط القدس خلال الجنازة، ودفن بيريز ظهرا في مقبرة جبل هرتزل في القدس، على بعد أمتار من رئيس الوزراء السابق إسحق رابين، الذي شاركه جائزة نوبل للسلام. وألقى أبناء بيريز الثلاثة والكاتب الإسرائيلي المعروف عاموس عوز، والرئيس الإسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين كلمات في الجنازة. أوباما: بيريز يذكرني بعمالقة آخرين.. أمثال إليزابيث الثانية ونيلسون مانديلا وفي كلمته التأبينية، أكد أوباما، أن بيريز يذكره "بعمالقة القرن العشرين" مثل نيلسون مانديلا، قائلا: "ذكرني من نواح عديدة بعمالقة آخرين من القرن العشرين، الذين حظيت بشرف لقائهم، مثل الملكة إليزابيث الثانية، وزعيم النضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا". وتطرق الرئيس الأمريكي، إلى وجود عباس في جنازة بيريز، مشيرا إلى أن حضوره يذكر بأن العمل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يستمر، متابعا: "حضوره هنا مبادرة، وتذكير بأن العمل من أجل السلام لم ينته بعد". وتابع أوباما: "نحن مجتمعون هنا، ونعلم أن شيمون لم ير حلمه بالسلام يتحقق، بينما يبدو حل الدولتين أصعب وأبعد من ذي قبل". عباس يصافح نتنياهو في جنازة بيريز: "تسرني رؤيتك" وجلس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الصف الأول خلال الجنازة، كما تصافحا في لقاء علني يندر حدوثه بينهما، ونشر المتحدث باسم نتانياهو مقطع فيديو عبر "تويتر"، قال فيه عباس وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية: "تسرني رؤيتك، مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره. فيما لم يذكر نتنياهو حضور عباس في كلمته التأبينية، مؤكدا أن "السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بالقوة". وفرضت السلطات الإسرائيلية إجراءات أمنية استثنائية خلال الجنازة، التي تأتي قبل أيام من عيد رأس السنة اليهودية. ولم تشهد إسرائيل أي جنازة على مستوى دولي مماثل، منذ جنازة رئيس الوزراء السابق إسحق رابين في العام 1995 الذي اغتيل على يد ناشط في اليمين المتطرف معارض بقوة لاتفاق أوسلو، الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
