جراج متوسط الحجم في إحدى عمارات هيليوبوليس، بجانبه غرفة صغيرة مكدسة بأدوات تصوير مختلفة ومكتب، كان كافياً لتكون "فوتوبيا" جمعية المصورين التي أنشأها 3 من المصورين، هم "مروة أبو ليلة، وكريم الخادم، وعبير المعداوي"، كي تكون مكاناً يجمع بين المصورين المصريين ويساعد في تطوير مهاراتهم. "جاليري، استديو، مكتبة، ومكان بيوفر ورش للمصورين الهواة والمحترفين وكمان مكان لتجمعهم" هكذا عرفت "عبير المعداوي" المدير الفني ل"فوتوبيا" هذه المؤسسة الصغيرة التي أنشأوها في مايو من 2012 "إحنا بنوفر كورسات للهواة والمحترفين وإيفينتات مختلفة، وبتكون لكل الأعمار كمان من ست سنين لحد 99 سنة، وبنجمع المحترفين والمبتدئين ومحبي التصوير". "فوتوبيا" ليس مكانا يوفر ورش عمل للمصورين فقط، بل يتعدى ذلك لتوفير كل ما يحتاجه المصور، بداية من الكتب التي تتحدث عن قواعد التصوير، ومكان لعرض أعمالهم، واستديو، حتى توفير أدوات التصوير والكاميرات التي يحتاجونها، تقول عبير "إحنا مش بنحاول نبيع أدوات تصوير وكاميرات وخلاص، يهمنا إن المصور يفهم اللي محتاجه بالظبط من أدوات عشان يعمل شغله، مش مجرد إني أبيع له أغلى عدسة عندي وخلاص". وأضافت "حتى علاقتنا بالطلبة اللي بيسجلوا لورش العمل ما بتنتهيش بمجرد ما يخلصوا الكورس، بيفضل بينا اتصال، لو احتاج أي استشارة أو أي حاجة ممكن يكلمنا وإحنا هنساعده". "فوتوبيا" مؤسسة تشجع المصورين لتنمية مهاراتهم ومواهبهم في التصوير في وقت ترى عبير فيه أن أعداد الذين قد اقتنوا كاميرات للتصوير الفوتوغرافي زادت بشكل كبير، إلا أنهم صنعوا نسخ مكررة من أعمال آخرين، لذلك لم يستمروا "في فوتوبيا بنحاول نعلم الناس يكون لهم طابعهم الخاص، التصوير مش بس في قاهرة المعز والأزهر بارك، أحياناً لحظات عادية جداً بتبقى لقطات قوية مهمة، أنا مثلاً بهتم أوي أصور لحظات الناس العادية، وحياتهم البسيطة". علاقة عبير بالتصوير لم تبدأ مع "فوتوبيا"، فبرغم أنها مهندسة كمبيوتر عملت في إحدى شركات التصميم الجرافيكي حتى تفرغت لفوتوبيا، إلا أنها تحمل كاميراتها وتصور الحياة المصرية اليومية منذ العام 2006، وعن معاملة الناس لها أثناء جولاتها للتصوير "الناس بقت بتخاف أكثر من أي حد معاه كاميرا بعد الثورة، حتى في أماكن مغلقة فيها مصورين في العادة زي الأزهر بارك، بس أنا مصرة استمر وأصور عادي عشان الناس لازم تفهم إننا مابنئذيش حد بالصور ديه، لازم الناس تغير طريقة تفكيرها".