أعربت الدول الست الكبرى التي تجري محادثات مع ايران حول برنامجها النووي خلال اجتماع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، عن "القلق العميق" من عمليات التطوير التي أجرتها إيران مؤخراً في أحد مواقعها النووية. وقالت سوزان ليجون دالغيرشيك، سفيرة بريطانيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان مشترك تم توزيعه في اجتماع فيينا: "نحن نشعر بالقلق العميق تجاه استمرار إيران في القيام بنشاطات نووية معينة في تعارض مع العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي". وأضافت السفيرة سوزان ليجون داليغيرشيك، أن من بين هذه النشاطات الخطوات التي تم اتخاذها مؤخرا بتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً، ومواصلة تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي في فوردو ونطنز، وإنتاج اليورانيوم المخصب وبناء مفاعل (أي أر-40) في مدينة أراك". وتم تقديم البيان في اجتماع مجلس حكام الوكالة، الذي يضم 35 بلداً نيابة عن الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تعرف بمجموعة "5+1". وقال البيان أن الدول الست تسعى إلى تحقيق "نتائج ملموسة" من محادثاتها مع إيران والتي تم استئنافها الأسبوع الماضي في كازاخستان وقالت أنها كانت "مفيدة". وقدمت مجموعة "5+1" لإيران أثناء المحادثات عرضاً أفضل من العام الماضي، حيث خففت من بعض مطالبها وعرضت تخفيف العقوبات التي بدأت العام الماضي في التأثير بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني. كما اعرب البيان عن دعمه لمساعي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إقناع إيران بالسماح لمفتشيها دخول المواقع التي تشتبه الوكالة بأنها يتم استخدامها لأبحاث الأسلحة النووية. إلا أن إيران رفضت الثلاثاء طلب الوكالة القيام بزيارة سريعة إلى موقع بارشين العسكري قرب طهران، مكررة أن هذه المسألة يتم حلها في شكل اتفاق شامل مع الوكالة. وطلب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، يوم الإثنين، مجدداً من إيران السماح بدخول موقع بارشين بلا تأخير، سواء تم التوصل إلى اتفاق حول مقاربة منظمة أم لا. وتشتبه الوكالة في أن إيران أجرت في هذا الموقع تجارب تفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، وهو ما تنفيه طهران. واتهمت الوكالة إيران بإخفاء أي أثر لذلك من الموقع مستندة إلى صور مأخوذة من أقمار صناعية، وترفض طهران أي زيارة في الوقت الراهن معتبرة أن هذه القاعدة العسكرية الواقعة شرق طهران لا تدخل في إطار تحقيقات مفتشي الوكالة.