تشهد المحافظات المصرية خلال الأيام الماضية أزمة وقود غير مسبوقة وصلت إلى حد الثورة، التى أدت إلى اعتصامات وإغلاق الطرق الرئيسية، ومشكلة حادة فى الغذاء بسبب إعاقة توصيل القمح إلى المخابز، بل وأدت إلى معارك شبه يومية سالت فيها الدماء. فى الأقصر قطع العشرات من سائقى الأجرة والسرفيس الطريق، ووضعوا السيارات بميدان صلاح الدين وسط المدينة ومنعوا السيارات الملاكى والأتوبيسات من المرور، اعتراضاً منهم على عدم توافر السولار فى محطات الوقود بالأقصر، وارتفاع أسعاره بالسوق السوداء. وتسبب الإضراب فى اختناقات مرورية فى شارع المنشية وشارع التليفزيون الحيوى، وتكدس الموظفين والطلاب أمام محطات السرفيس، وتفاوض عدد من المسئولين بإدارة المرور مع السائقين، الذين فضوا إضرابهم بعد وعود بصرف حصص إضافية من السولار للمحطة. كما أضرب العشرات من سائقى أرمنت، جنوبالأقصر، عن العمل، وقطعوا الطريق أمام السيارات الذى يربط مدينتهم بإسنا. وقطع العشرات من سائقى الخط الداخلى بشبين الكوم «المحطة- كليات الجامعة» شارع صبرى أبوعلم احتجاجاً على عدم وجود السولار، وتسبب ذلك فى اختناقات مرورية فى شارع جمال عبدالناصر الحيوى. كما أضرب سائقو خط الشهداء- منوف عن العمل بعد الأزمة الطاحنة فى السولار، حيث تكدس المواطنون والطلاب فى مواقف السيارات، ورفع عدد كبير من سائقى الخطوط الداخلية بالمحافظة تعريفة الركوب، فى الوقت الذى أغلقت بعض محطات الوقود أبوابها ووضعت لافتات «لا يوجد بنزين 80» وتوقفت عن العمل احتجاجاً على عدم توفير الحماية الأمنية. وفى بنى سويف أغلق المئات من أهالى مركز سمسطا والجبل الغربى كوبرى الهاويس على بحر يوسف الذى يربط بين مدينة سمسطا وقرى الجبل الغربى، وكذلك طريق الشيخ عابد ومازورة، احتجاجاً على أزمة السولار والبنزين فى غياب تام للأجهزة الأمنية والمحلية بالمركز. وقال السائقون: «منذ أمس الأول لم نجد السولار فى كافة المحطات بمركز سمسطا، إلى جانب مشكلة البنزين التى تسببت فى تكدس السيارات الخاصة بالمحطات، ما تسبب فى وقف الحياة، كما أن مئات السيارات والجرارات تصطف على الطريق انتظاراً لدورها، علاوة على أصحاب ماكينات الرى بالحقول الذين يأتون بعبوات بلاستيكية (جراكن) للحصول على السولار، واتصلنا بالمسئولين بمجلس المدينة والتموين ولم يجبنا أحد». وفى المنيا واصلت أزمة السولار انتشارها فى المحافظة، وقطع السائقون الطريق الزارعى مصر- أسوان، احتجاجاً على استمرار الأزمة، وعدم انفراجها برغم الشكاوى الدائمة للمطالبة بحلها. وتلقى مأمور مركز أبوقرقاص بلاغاً من عمليات النجدة يفيد بقطع ما يقرب من 50 من السائقين الطريق الزراعى مصر- أسوان، أمام قرية منسافيس، احتجاجاً على انتهاء حصة الوقود دون تمكنهم من تمويل سياراتهم. أكد السائقون على توافر الوقود بالسوق السوداء بكثافة، واتهموا أصحاب المحطات بتهريبه، مطالبين بالعمل على حل الأزمة، وتشديد الرقابة على محطات الوقود. وفى البحيرة تمكنت مباحث التموين من ضبط «محمد. م. ح» 44 سنة، صاحب محطة وقود سيارات برشيد، وشريكه «حسن. ع. ك»، لقيامهما بالتصرف فى 96 ألف لتر سولار من الحصة المخصصة للمحطة، وبيعها بالسوق السوداء لتحقيق أرباح غير مشروعة. وفى دمياط استمرت أزمة البنزين على أشدها، حيث اختفى بنزين 80 و90 والسولار من أغلب المحطات فى خط الزرقا وفارسكور وعزبة البرج. وتوقف الأسطول البحرى بمدينة عزبة البرج نتيجة تهريب السولار واختفائه إلا من السوق السوداء، كما ارتفعت أجرة السيارات بخط الزرقا وفارسكور، مما سبب أزمة لدى المواطنين. كما استغل عدد من سائقى خط كفر سعد وكفر سعد البلد ورفعوا أجرة السيارة بنسبة 75%. من جانبه أكد السيد السؤالى، وكيل وزارة البنزين بدمياط ل«الوطن»، أنه لا يوجد أى أزمة بنزين وسولار بدمياط وكل ما يثار حول وجودها أكاذيب ليس لها أساس من الصحة. فيما أكد حسام وفدى، رئيس الجمعية التعاونية للصيادين بعزبة البرج، استمرار الأزمة بصورة أدت لتعطل مصالحهم وتوقف المراكب. من جانبها أكدت وزارة التموين أن نقص السولار أدى إلى عدم تنفيذ برنامج نقل وشحن القمح إلى محافظات الصعيد الذى أعدته لجنة البرامج بهيئة السلع التموينية. وقال الدكتور باسم عودة، وزير التموين، إنه سيتم الاعتماد على النقل النهرى بشكل أساسى خلال المرحلة المقبلة للمساهمة فى نقل احتياجات المحافظات من الموانئ إلى صوامع الغلال وأماكن التخزين بها. أخبار متعلقة: عذاب «البحث عن وقود» «الدم ثمن الوقود» بالشرقية.. مصرع 2 وإصابة 40 بسبب السولار