يرى خالد داوود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة "لم تأت بجديد" بشأن موقف الجبهة من الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومضى داود قائلا، اليوم، إن "الجبهة ماضية في طريق مقاطعة الانتخابات"، مرجعا هذا الإصرار على المقاطعة إلى "تعنت مؤسسة الرئاسة"، على حد قوله. وبحسب الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور ومنسق الجبهة، فإن "مصر تعيش وضعا مأساويا؛ فأوصال الدولة تتفكك والعنف في ازدياد". وأضاف البرادعي، في تدوينة له على موقع "تويتر"، أن "النظام بشكله الحالي عاجز عن إدارة البلاد، ولابد من المراجعة الجذرية قبل فوات الأوان". وللخروج من هذا الوضع، أكد البرادعي أن "بداية الإصلاح تتمثل في حكومة ذات مصداقية، واستعادة الأمن، وإنقاذ الاقتصاد، وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية، وتعديل الدستور، وقانون انتخابات يحقق المساواة". وعقب زيارة كيري، بدت بعض أطراف المعارضة أكثر مرونة، حيث خرج عدد من قادتها بمقترحات "بحثا عن التوافق". وقال أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن زيارة كيري لمصر كشفت عن "الانزعاج الأمريكي من الأوضاع، سواء علي المستوى السياسي أو الاقتصادي"، مشيرا إلى أن هذا الوضع دفع وزير الخارجية الأمريكي لمحاولة لعب دور توافقي بين مؤسسة الرئاسة والمعارضة. وعلى حد قول السادات، فإن المعارضة باتت على استعداد لإعادة النظر في قرار المقاطعة إذا أبدت الرئاسة رغبة في التعاون مع المعارضة. واعتبر أن هذا التوافق "يبقى مرهونا بإصدار قرارات تطمئن المعارضة، منها تعديل وزاري قبل الانتخابات، وإعادة النظر في قانون الانتخابات، وتفعيل مبادرة حزب النور التي تحمل مطالب وسطية". ومن جانبه، قال حسام الخولي، السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، أحد مكونات جبهة المعارضة، إن نتائج زيارة كيري "لابد أن تترجم في تحركات الرئاسة خلال الفترة المقبلة". وعن انطباعاته عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أوضح الخولي أن "كيري أمسك بالعصا من المنتصف، وتحدث مع كل فريق بلغة تناسبه، وحث الجميع على الجلوس على مائدة التفاوض الجاد، كما طالب الجميع بالتنازل"، مؤكدا أن "الرئاسة مطالبة بتأجيل فتح باب الترشح للانتخابات شهرا، وتغيير وزراء، لا سيما في الوزرات التي تمس العملية الانتخابية؛ كالإعلام والشباب والتنمية المحلية، وإرسال قانون الانتخابات للمحكمة الدستورية، وفتح حوار حقيقي مع المعارضة، والاستجابة لمبادرة حزب النور". وختم الخولي بأنه إذا تحقق ذلك فإن "المعارضة ستعيد النظر في قرار مقاطعتها للانتخابات البرلمانية". واعتبر حزب النور أن الزيارة "تدخل في الشأن المصري". وقال بسام الزرقا، القيادي بالحزب، إن "الزيارة طبيعية في إطارها العام، ولكن ما يعد تدخلا هو ما يتم طرحه من موضوعات خلال اللقاءات"، لافتا إلى أن "مصر دولة محترمة ولا تسمح بأي تدخل أجنبي في شؤونها".