يتابع علماء الفلك والهواة في مصر والعالم زيارة مذنب "بان ستارز" لكوكب الأرض الذي سيظهر في الأفق الغربي من سماء القاهرة ودول نصف الكرة الشمالي، وسيظهر بصورة أكثر لمعاناً منتصف شهر مارس الحالي حيث يمكن رؤية ذيله الطويل المميز للمذنبات بالتلسكوبات الفلكية والنظارات المعظمة العادية. وصرح الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن زيارة مذنب "بان ستارز" لنصف الكرة الشمالي تعد الأولى من نوعها، حيث قضى المذنب المكتشف في يونيو 2011 معظم وقته مرئياً في نصف الكرة الجنوبي فقط، إلا أنه بدأ بالظهور في النصف الشمالي ابتداءاً من أواخر فبراير الماضي (مجرد بضعة درجات فوق الأفق من بعد غروب الشمس)، ويزداد لمعان المذنب تدريجياً ليصل أقصاه منتصف الشهر الحالي . وقال تادرس أن مذنب "بان ستارز" هو الزائر الرابع في سلسلة الزيارات المتتالية للأجرام الفلكية التي يتميز بها العام الحالي عن سائر الأعوام الميلادية السابقة من حيث عددها وقربها من الأرض، حيث يتابعها ويرصدها علماء الفلك والمتخصصون لما تمثله من فرصة فلكية هامة وفريدة من نوعها لتكرارها على فترات زمنية قصيرة . وأضاف تادرس أن مذنب "بان ستارز"، الذي يزور كوكب الأرض بعد 17 يوماً فقط من زيارة أخر جرم فلكي، سيبلغ أقرب نقطة له للشمس يوم الأحد القادم، وسيظهر له ذيلاً طويلاً ومميزاً في هذه الفترة، وتكون أفضل رؤية له في الفترة من 12- 18 مارس بعد انتهاء الشفق المسائي، لافتاً إلى أن لونه يميل إلى الإحمرار ويصاحبه ذيل طويل نسبياً على مسافة تقدر بحوالي درجة ونصف درجة في سماء الأفق الغربي للبلاد . وأوضح تادرس أيضاً، أن اسم مذنب "بان ستارز" يرجع إلى اسم مجموعة تلسكوبات "بان ستارز" المستخدمة فى اكتشافه من خلال مشروع مسح السماء الأوتوماتيكي الذي نفذته جامعة هاواي الأمريكية . وأشار تادرس إلى أن المذنب عند اكتشافه كان لمعانه ضعيفاً وازداد لمعانه بالتدريج في منتصف أكتوبر الماضي، ثم إستمر في الزيادة أثناء رحلته في مداره إلى الشمس في شهري يناير وفبراير الماضيين، فيما يصل إلى أقصى درجة لمعان منتصف شهر مارس الحالي . وذكر تادرس أن المذنب "بان ستارز" هو أحد المذنبات القادمة من سحابة "أورت" الواقعة على أطراف المجموعة الشمسية . وأشار إلى أن المذنبات يمكن اعتبارها من مخلفات النظام الشمسي، وهي عبارة عن كتل مختلفة الأحجام والاقطار تتكون من الغازات والأتربة مختلطة بكميات كبيرة من الجليد، وغالباً ما تكون مجتمعة في سحابة ضخمة للأجسام المتجمدة والبعيدة جداً عن الشمس تعرف بسحابة "أورت" . وأضاف أن زيارة مذنب "بان ستارز" تعقب زيارة كويكب أبوفيس "99942" في 10 يناير الماضي، وكويكب (دي إيه 14 2012) الذى مر بسلام بمحاذاة الأرض 15 فبراير الماضي، ووابل النيازك والشهب الذي شهدته منطقة تشيليابينسك في الأورال وسط روسيا.
