جاءت زيارة جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، إلى مصر، فى وقت احتدم فيه الخلاف بين المعارضة ونظام الإخوان، لتمثل رسالة دعم للرئيس محمد مرسى، كما قال عبدالرؤوف الريدى سفير مصر الأسبق لدى واشنطن، الذى أكد أن «كيرى» جاء إلى مصر حاملاً رسالة هامة للرئيس محمد مرسى من نظيره الأمريكى باراك أوباما مفادها «تطبيق سياسة الاحتواء واحتضان القوى الأخرى بعيداً عن الإقصاء». * ما تقيمك لزيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى مصر؟ - زيارة جون كيرى إلى مصر مهمة للغاية باعتبارها أول زيارة له بعد توليه منصبه كوزير للخارجية، وعادة كان يزور مصر بصحبة السيناتور جون ماكين، وجاءت هذه الزيارة للتعبير عن تأييد واشنطن للنظام الحاكم فى مصر، والتأكيد على استقرار العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وتمثل إشارة إلى دعم الإدارة الأمريكية لنظام الإخوان والتأكيد على شرعيته التى جاءت بالطريق الديمقراطى. * ما تحليلك للقاءات «كيرى» برجال الأعمال وممثلى القوى السياسية؟ - «كيرى» حاول أن ينفتح على القوى الأخرى المعارضة للرئيس محمد مرسى ونظام الإخوان، والتقى ممثلين من القوى السياسية، أبرزهم محمد العرابى وزير الخارجية السابق عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، ومحمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وأيمن نور رئيس حزب غد الثورة، لكن الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى أهم شخصيتين فى المعارضة تغيبا عن اللقاء، بسبب وجهة نظرهما الشخصية. * كيف ترى موقف «البرادعى وصباحى» الرافض للزيارة؟ - أستغرب من موقف البرادعى وحمدين صباحى قليلاً، فى رأيى كان عليهما حضور اللقاء وعرض شكواهما ومشكلاتهما مع نظام الإخوان، ولكن هذه وجهة نظرهما وأحترمها، وهما بعثا برسالة بأنهم غير موافقين على التدخل. * هل حث «كيرى» خلال اللقاء ممثلى المعارضة على المشاركة فى الانتخابات؟ - بالتأكيد وجَّه «كيرى» رسالة لهم بضرورة المشاركة فى الانتخابات، لكن جبهة الإنقاذ اتخذت القرار قبل مجيئه إلى مصر، وهذه وجهة نظرهم الخاصة. * هل تعتقد أن «كيرى» سيعمل على إنهاء الخلاف بين مؤسسة الرئاسة والجيش التى زادت حدتها فى الفترة الأخيرة؟ - يمكن أن يتحدث وزير الخارجية الأمريكى عن هذه الخلافات، وسيدعو الطرفين، الرئيس محمد مرسى، والفريق أول عبدالفتاح السياسى وزير الدفاع لتهدئة الأوضاع، كما أن «كيرى» سيؤكد على الحكم المدنى، لأن الجيش لا يرحب بالتدخل مجدداً فى السياسة وهذه المرحلة انتهت، وموقفه الآن سليم وصحيح بعد زوال حكم المجلس العسكرى. * ما الرسالة التى جاء بها جون كيرى من الرئيس الأمريكى باراك أوباما للرئيس مرسى؟ - «كيرى» حمل رسالة من «أوباما» ل«مرسى» تؤكد فلسفته فى الحكم، وهى الاعتماد على سياسة الاحتضان للقوى الأخرى، وعدم الإقصاء للقوى الأخرى، فالرئيس أوباما لا يعتمد على سياسة الإقصاء فى حكمه ودائماً يقول «نعمل معاً ونخطط معاً»، ويحاول احتضان القوى السياسية الأخرى لأن الانقسام الذى حدث فى مصر تسبب فى مشكلة، لن تحل إلا بإنهاء الانقسام. * لماذا فضل «كيرى» لقاء السياسيين ورجال الأعمال قبل زيارة «مرسى والسيسى»؟ - للتوفيق بينهم قبل لقاء الرئيس مرسى والقوى الرسمية فى مصر، لأنه يفضل توحيد البلاد لمواجهة الأزمات ونقل وجهات النظر للقوة الحاكمة فى مصر. * هل تعتبر سياسة «كيرى» الدبلوماسية أفضل فى تعاملها من وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون؟ - بالتأكيد «كيرى» لديه دبلوماسية هادئة وتعتمد على الاستماع أكثر من إعطاء التحذيرات، ويحلل الموقف أكثر حتى يطلع على الرؤية الشاملة والواضحة التى تساعده فى إطلاق التصريحات وإعطاء الرسائل المختلفة.
