استمرت حالة الغموض التى تحيط باعتقال مواطن مصرى يدعى محمد السيد حسين زكى فى منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية ببيروت، بتهمة التعامل مع إسرائيل، على يد مخابرات الجيش اللبنانى. وذكرت صحيفة «الحدث» اللبنانية أن المتهم المعروف باسم «محمد المصرى» هو صاحب محل للأجهزة الخلوية اسمه «جينا سيل» فى شارع عبدالكريم الخليل فى الشياح، فى الوقت الذى أشارت فيه الفضائية اللبنانية «إل بى سى» إلى أن الجيش قام بمصادرة أجهزة محل الاتصالات التى يملكها المتهم المصرى دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفى اتصاله مع «الوطن»، قال محمد الخواجة، المحلل الاستراتيجى الخبير اللبنانى بالشئون الإسرائيلية: إن من حق الإدارة المصرية أن تطالب بشفافية التحقيقات مع مواطنها وفقاً للبروتوكولات المتبعة بين الدول، وإنه من المستبعد أن تؤثر قضية المعتقل المصرى على العلاقات بين القاهرة وبيروت، خاصة أن المجتمع اللبنانى بطبيعته مخترَق، وهو ما كشف عنه اعتقال عشرات من شبكات التجسس فى الفترة الأخيرة من لبنانيين وغير لبنانيين، نافياً فى الوقت نفسه ما تردد سابقا عن اعتقال مسئول مصرى بشركة «ألفا» اللبنانية للاتصالات بتهمة العمالة لإسرائيل، مؤكداً أن شركة الاتصالات اللبنانية لا يعمل بها غير اللبنانيين. وأوضح أن قضية المصرى المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، التى تعد الأولى من نوعها على حد علمه، تظهر أن العميل الناجح بالنسبة لإسرائيل هو القادر على الوصول لمعلومات تفيد المخابرات الإسرائيلية أيا ما كانت جنسيته، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الاهتمام الإسرائيلى باختراق الدول المحيطة بها، وجمع كل ما تقدر عليه من معلومات، باعتبارها مسارح عمليات محتملة بالنسبة لها.