دعت وزارة الخارجية الأمريكية المعارضة المصرية الممثلة فى جبهة الإنقاذ الوطنى إلى تغيير قرارها بعدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية فى مصر، وهو ما انتقدته قوى المعارضة المصرية وقيادات بالإنقاذ، مؤكدين أن المقاطعة موقف إيجابى للضغط على السلطة لإرساء قواعد ديمقراطية صحيحة. وقال الناطق باسم الخارجية إدجار فاسكويز فى تصريحات صحفية نقلتها الخارجية الأمريكية: «إن الولاياتالمتحدة تشجع جميع الأحزاب المصرية والمرشحين المحتملين على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية التى من المفترض أن تبدأ فى أبريل القادم»، موضّحاً أن الانتخابات تمثل فرصة للمصريين لإسماع أصواتهم. وأضاف فاسكويز: «تنظر واشنطن إلى الانتخابات البرلمانية القادمة باعتبارها مرحلة مهمة فى التحول الديمقراطى فى مصر». وأكد أنه من الضرورى للأحزاب السياسية فى مصر أن تشارك فى الانتخابات حتى يمكن للمصريين اختيار ممثليهم من نطاق واسع من المواقف السياسية. وفى المقابل قال خالد داوود، المتحدث الإعلامى باسم جبهة الإنقاذ، إن أبلغ رد على ما قاله الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إذا كان صحيحاً، هو ما قاله الدكتور محمد البرادعى فى تدوينة على موقع «تويتر» اليوم عن أن «الجبهة تقوم حالياً بوضع خطة عمل لتفعيل المقاطعة وتقديم البدائل. لن نخدع الشعب بالمشاركة فى ديمقراطية مزيفة أياً كانت الضغوط الداخلية والخارجية». وفى السياق نفسه، قال عبدالغفار شكر، القيادى بالجبهة، إن الدول الديمقراطية المستقرة، مثل الولاياتالمتحدة لا تفهم قيام حزب سياسى أو عدة أحزاب بمقاطعة الانتخابات، لأن لديها دساتير وقواعد ديمقراطية مستقرة ومتفق عليها من الجميع، وهو الأمر غير المتوافر لدينا، على حد قوله. وأضاف شكر: المقاطعة بالنسبة لنا موقف إيجابى فى بلد لم يستكمل تطوره الديمقراطى، ولديه دستور ليس موضع توافق، وحوار وطنى كان يجب أن يكون حواراً حقيقياً ويشمل أشياء جوهرية، وذلك من أجل الضغط على السلطة لإرساء قواعد ديمقراطية صحيحة. كما أدانت الجمعية الوطنية للتغيير ما وصفته ب«التدخل الأمريكى السافر فى الشئون الداخلية المصرية عبر دعوة وزارة الخارجية الأمريكية المعارضة المصرية، ممثلة فى جبهة الإنقاذ الوطنى، إلى تغيير قرارها القاضى بعدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية»، مشيرة إلى أن مصر ليست جمهورية من جمهوريات الموز. وقالت «الوطنية للتغيير» فى بيان لها: «ليس من حق أمريكا أو أى دولة أخرى إسداء النصائح للمصريين أو التدخل بأى صورة من الصور فى الشأن الداخلى المصرى سواء فيما يتعلق بالانتخابات أو الحوار بين السلطة والمعارضة، ويكفى الولاياتالمتحدة وحكوماتها المتتالية عاراً دعمها الفاجر واللامحدود لنظام حسنى مبارك الذى رعى الفساد والاستبداد وتلوثت يداه بدماء المصريين، وهى نفس السياسة المُشينة التى تنتهجها الحكومة الأمريكية الحالية مع نظام الإخوان المسلمين القمعى الذى استنسخ كل أساليب نظام مبارك فى القهر والقمع والاعتقال والتعذيب، بل أضاف إليها عدواناً منظماً وغير مسبوق على أهم ركيزتين للديمقراطية وهما حرية الصحافة والإعلام واستقلال القضاء».