لا تزال 23 قرية وعزبة بمحافظة المنوفية فى ظلام دامس، فى واحدة من العجائب التى سطرها إهمال المسئولين، وحسب أرقام ديوان عام المحافظة فإنها لم يصلها التيار الكهربائى حتى الآن، ويروى أهالى عزبة أبوحسين التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية عن تلك المعاناة، وكيف يعيشون دون أى خدمات تذكر، سواء أساسية، أو تعليمية، أو صحية منذ 60 عاماً، واصفين حياتهم بالجحيم، وأنهم فى «حكم الأموات». يقول أحدهم إن «عدد قريتنا 400 نسمة، تقسمها ترعة إلى نصفين، ولكى تعبر هذه الترعة لا بد من السير لمسافة 4 كيلو مترات، لتصل لكوبرى تعبر به للبر الآخر، وأطفالنا يوميا فى خطر وهم عائدون فى الظلام، بالإضافة لتعرضنا للسرقات، وانعزالنا عن العالم بسبب عدم وجود كهرباء»، وأضاف: «أرسلنا خطابات ونداءات لجميع المسئولين فى الحكومات السابقة، للنظر لحال القرية وتوصيل الكهرباء، ولكن لا حياة لمن تنادى». وقال إنه عندما وصلت الكهرباء للقرية بعد 60 سنة، كانت لجزء منها فقط، وترك نصفها الأكبر، والمسجد من دون كهرباء، وعندما أرسلنا الشكاوى قالوا «الميزانية لا تكفى، ساهموا بنصف المبلغ»، ولو كنا نمتلك ذلك ما كنا نعيش فى هذه القرية. مؤكدا أن كل ما تحتاجه القرية 18 عموداً فقط، مضيفاً أن المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية وعد أهالى القرية بتوصيل الكهرباء للمسجد وباقى أجزاء القرية بعد أسبوع من افتتاح محول الكهرباء الأسبوع الماضى، «وإلى الآن لم نر شيئاً». عزبة أبوحسين التابعة لقرية طليا، مركز أشمون، تمر بنفس المشكلة، وتحتاج إلى ميزانية لتوصيل الكهرباء، حيث أكد المحافظ فى لقائه بأهالى القرية، أن الكهرباء ستصل لباقى المنازل، وستعمل مقايسة لتوصيل الكهرباء للمسجد التابع لوزارة الأوقاف بتكلفة 35 ألف جنيه تقريبا، وهو ما لم يحدث، فيما أعلن عن إدراج 35 تجمعا سكنيا بمدينة أشمون وقرى الوحدات المحلية القروية التابعة للمركز، لتوصيل الكهرباء لها. وتنتظر باقى القرى ال23 وفاء المسئولين بوعودهم، بتوصيل التيار الكهربائى بنهاية العام الجارى، بالإضافة إلى مراكز «بركة السبع» و«قويسنا» و«أشمون» و«شبين الكوم» و«منوف» و«تلا» و«الشهداء»، التى تشكو من تكرار انقطاع التيار بشكل شبه يومى، ولمدة ساعات وعلى فترات متقاربة. وأشهر الانقطاعات حاليا هى التى يشهدها عدد كبير من قرى «شبين الكوم» و«قويسنا»، حيث ما زالت تعانى من انقطاع التيار، وأكد الأهالى أنهم أكثر المراكز التى تعانى من ذلك، وهو ما تسبب فى إفساد عدد من الأجهزة الكهربائية، خاصة الثلاجات، وأشاروا إلى تعرض حياتهم للخطر نتيجة تكرار الحوادث بشكل شبه يومى، لانعدام الرؤية ليلا، مؤكدين أن دعوات الترشيد من الأجدر أن تبدأ داخل المصالح الحكومية، والمساجد، وشوارع المدن. وأعلنت محافظة المنوفية عن خطة لتوصيل الخدمات للتجمعات السكنية المحرومة، تشمل تجمعات سكنية بمدينة أشمون، والوحدات المحلية لرملة الأنجب، وطليا، وسمادون، وقورص، ودروة، وشنشور، وشما، وجريس، وأشار المحافظ إلى أن هذا المشروع هو مشروع طموح لأهالى وأبناء محافظة المنوفية، وسينتهى توصيل الكهرباء لكافة العزب المحرومة بنهاية العام الحالى.