أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن الرياح المثيرة للرمال والأتربة التي تتعرض لها مصر منذ صباح اليوم تؤثر سلبا، ليس فقط على مستوى الرؤية وارتفاع درجة الحرارة، وإنما على الأنف والحلق والجهاز التنفسي في الإنسان، خاصة من لديهم استعداد وراثي للحساسيات المختلفة. وقال بدران إن ما يحتويه الهواء حاليا في مصر من رمال وأتربة يقدر ببلايين الأطنان من الميكروبات والفطريات وحبوب اللقاح، تؤدي للإصابة بالالتهابات التنفسية وحساسية الصدر والأنف والجلد، بالإضافة إلى القصور في الدورة الدموية. ودعا إلى ضرورة تناول أدوية علاج الحساسية، خاصة بين المصابين بحساسية الشعب الهوائية، والالتزام بالعلاج الوقائي الذي يباعد بين فترات حدوث أزمات الحساسية، موضحا أن 60% من مرضى حساسية الصدر يعانون من مشكلة عدم السيطرة على المرض، ما يُضعف من تمتعهم بالحياة وقيامهم بأعمالهم. وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية إلى أن منظمة الصحة العالمية قدَّرت الزمن المفقود الذي يضيع على البشرية سنويا نتيجة انقطاع المصابين بأمراض الحساسية عن العمل أو الدراسة ب15 مليون سنة، لافتا إلى أن الحساسية من الأمراض الأكثر شيوعا، حيث تبدأ الإصابة في نصف حالات الربو المسجلة قبل بلوغ الشخص عمر ثلاث أعوام، في حين يتم تشخيص ثلثي هذه الإصابة في الغالب عند بلوغ سن 18 عاما. وحذر من ضرورة حماية الأطفال من التلوث الموجود في الهواء، خاصة في لحظات انتشار العواصف الترابية، حيث يبرمج الجهاز المناعي للإنسان نفسه على كيفية التعامل عند تعرضه لهذه المسببات، وتتولد لديه خبرة مناعية، فتصبح خلايا جسمه على استعداد لمواجهة أي غزو خارجي للجسم مسببا الحساسية. وأضاف أنه سرعان ما تتفاعل هذه الأجسام المناعية مع مسببات الحساسية، وتطلق موادا كيميائية تتسبب في ظهور أعراض الحساسية المقلقة، لكنها وسائل مشروعة لتخلص الجسم من الأسباب المؤدية للحساسية. وحذر زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسى (الربو وحساسية الأنف أو العين) من الخروج من المنزل، موضحا أهمية استخدام الأقنعة ضد الأتربة وغسل الوجه والرأس وتنظيف الأنف باستمرار والتخلص من الأتربة بقطعة قماش بدلا من الكنس وتغطية أجهزة التكييف وإحكام غلق النوافذ والأبواب وتناول أدوية علاج الحساسية، خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزماتها.