«كان عبدالرحمن ابنى، ذو الثلاث سنوات، يلعب مع إخوته الأكبر منه سناً، وأولاد جيراننا الأطفال، داخل العمارة السكنية التى نعيش فيها، فى منطقة صبحى حسين بالمقطم، وقتها تسلل عبدالرحمن إلى الشارع دون أن يدرى بقية الأولاد، وسار بخطى طفل حديث العهد بالمشى قرابة الثلاثين متراً فى الشارع مبتعداً عن البيت، فهاجمته مجموعة من الكلاب المسعورة، ونهشت جسده، وكان الولد صغير الجسم فريسة سهلة لهم فسحبوه بين أنيابهم حتى أصابوه فى أنحاء متفرقة فى جسده، ولم يستطع مقاومتهم فجذبوه بضعة مترات حتى أنقذه رجال من جيراننا، ليُنقل بعد ذلك إلى المستشفى»، هكذا يروى محمود جابر، الأب، حادث تعرض ابنه لهجوم مجموعة من الكلاب الضالة المسعورة فى أحد المناطق السكنية بالمقطم. تقول الدكتورة منى العقاد، عضو مجلس أمناء مؤسسة ملتقى العقاد، إن «الحادث الذى تعرض له الطفل محمود ليس الأول من نوعه فقد أصيب ثلاثة أطفال فى حوادث هجوم كلاب مسعورة بجروح بالغة نتيجة هجوم الكلاب، والمشكلة أن أهالى المنطقة يعانون من عدم استجابة المسئولين لهم، ولا توجد أى أنشطة لمكافحة الكلاب المسعورة التى تهاجم أطفالهم بين الحين والآخر». يضيف والد الطفل عبدالرحمن أنه عندما نُقل ابنه إلى مستشفى الدمرداش أصر الأطباء على إدخاله العناية المركزة لخطورة حالته، فقد أصيب عبدالرحمن، ذو السنوات الثلاث، بجروح بالغة نتيجة هجوم الكلاب المسعورة، منها جروح خطيرة فى فروة رأسه استلزمت تدخلاً جراحياً، وانكماش فى الرئة اليمنى، وكسر فى ثلاثة ضلوع بالقفص الصدرى، وجرح عميق بالقرب من القلب، وجروح فى الخصيتين مع فتحات فى كيس الصفن، الذى يحوى الخصيتين، نتيجة غرسات أنياب الكلاب، بالإضافة إلى جروح فى أنحاء متفرقة بالوجه، وعند العين، والبطن، والقدم نتيجة العض والسحل. قبل الحادث الذى تعرض له الطفل عبدالرحمن محمود بالقرب من منزله فى منطقة صبحى حسين السكنية الواقعة بالمقطم، قبل الحادث بأيام قليلة عُثر على جثة الطفل خالد حمزة، 6 سنوات، الذى تعرض لهجوم كلاب مثلت بالجثة تماما، وتقول الدكتورة منى العقاد إن «الخطورة فى أن الكلاب المسعورة معروف أنها تموت خلال أيام من إصابتها بداء السعار، لكننا أمام كلاب هاجمت الأطفال على مدى أيام كثيرة ولا تزال تهاجم الأطفال، وبذلك يزيد احتمال أننا أمام نوع مهجن من الكلاب أو ربما الذئاب، وأيا ما كان نوعية الحيوان وكيفية التعامل معه فإننا التمسنا من المسئولين من مختلف الجهات التدخل من أجل تخليصنا من تلك الحيوانات الشرسة المسعورة التى تهاجم الأطفال، والتمسنا ذلك من الجهات البيطرية المنوط بها مكافحة انتشار الحيوانات الضالة المسعورة، فلم نتلق استجابات جادة من جميع الجهات المسئولة، ليستمر بذلك مسلسل تعرض الأطفال لخطر تلك الحيوانات». ويعلق جابر، الأب، قائلا: «لم نعد نأمن على أطفالنا من تلك الحيوانات، ولم نعد نأمن على تركهم فى الشارع وحدهم، لكثرة تعرض الأطفال فى الفترة الأخيرة فى المنطقة لهجوم تلك الحيوانات المسعورة، وأحمد الله أن ابنى الصغير الذى لم يتجاوز عمره الرابع حصل على العلاج الكافى والتطعيمات اللازمة، لكن من يضمن ألا يتعرض الطفل نفسه أو أى طفل غيره لهجوم مماثل من الكلاب المسعورة فى منطقة المفترض أنها سكنية، والمفترض أنها منطقة مبانٍ تابعة للتعاونيات أى إنها ليست عشوائيات؟ ومع ذلك لا يوجد اهتمام بها، أهالى المنطقة صاروا يحبسون أبناءهم ولا يسمحون لهم بالنزول إلى الشارع بعد أن تكررت الحادثة نفسها أكثر من مرة فى الفترة الأخيرة، مرة مع ابنى عبدالرحمن ومرة مع جثة الطفل خالد حمزة، الذى وجدت الكلاب جثته قتيلاً فمثلت به على ما به من تمثيل، وكذلك بالإضافة إلى تعرض أطفال آخرين لحوادث مماثلة فى الفترة الأخيرة، فأين المسئولون؟!».