قال الشيخ محمد القاضي، القيادي بالدعوة السلفية، إن الانشقاق والانقسام بين التيارات الإسلامية من شأنه أن يوهن التيار الإسلامي عامة، ويؤثر على مشروعه ومدى قابلية الناس لتصديقه، مطالبا بعدم الفرح مثل البعض بتوسيع دائرة الخلاف والانقسام، ومطالبا بمحاولة تضييق هوة الخلاف بين أكبر فصيلين سياسيين إسلاميين بطريقة ضمنية، من خلال تصويب المصيب وإبراز الخطأ للمخطئ. وعن الأزمة المثارة حاليا بين رئاسة الجمهورية والدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئيس المُقال، أكد القاضي، خلال برنامج "شريعتنا غايتنا" الذي يقدمه على قناة "نور الحكمة"، أن هذا يدل على خلل إداري وعدم توفيق في اتخاذ القرار من قبل الرئيس، موضحا أنه من المفترض التيقن أولا بشأن وجود مشكلات حول أعضاء فريقه الرئاسي فيما يتعلق باستغلال النفوذ أو المنصب قبل اتخاذ القرار. وأوضح أن عدم التحقق من الأمر وإصدار قرار الإقالة مثلما حدث هو أمر محزن للتيار الإسلامي كله، لافتا إلى أن الجميع يعرف قدرات علم الدين، وأن الطريقة التي أقيل بها "مهينة" لرجل ينتمي لتيار كبير، منتقدا طريقة إدارة مرسي، ومؤكدا أنها "تفتقد للموضوعية". وأضاف القاضي أن علم الدين أُرغِم على قبول وزارة البيئة كما أُرغِم على منصب مستشار الرئيس، وهو منصب شرفي، ومع ذلك قبل الإعانة وأخذ الأمور بجدية، وحاول مقابلة الرئيس لمدة ثلاثة أشهر ولم ينجح، حتى أن اجتماعاته أصبحت مع نائب الرئيس ثم سكرتير الرئيس وبعدها مع منسق الرئيس، وهي أمور تدل على التخبط وعدم الضبط الإداري، مشيرا إلى أن الفريق الرئاسي عليه أن يكون متريثا ومتيقنا، ويؤدي العمل المناسب للشخصية المناسبة، وأن موضوع علم الدين صعب جدا، حيث أن له قريب معين في مكان ما. وقال إن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، وما حدث إهانة هدفها إضعاف تيار كبير وامتهانه، وهذا ليس في قدرة أحد، لأن التيار السلفي وحزب النور والدعوة السلفية متجذر في المجتمع المصري. وطالب القيادي بالدعوة السلفية الرئيس محمد مرسي بأن يحافظ على النظام الإداري، لأن القرارات العشوائية تؤدي إلى زعزعة الثقة في مؤسسة الرئاسة، وطالب أيضا بالشفافية والوضوح والصراحة والمكاشفة بين كل الفصائل؛ من أجل تصحيح المسار ومعاقبة المخطئ، لأن عدم المكاشفة يُفقِد الحزب الحاكم مصداقيته وكذلك مؤسسة الرئاسة، موضحا أنهم قبلوا آليات الديمقراطية في إطار مجموعة من الآداب يتم احترام فيها مبادئ الإسلام، بحيث "لا نكون تابعين للمنظومة الغربية ومبادئها الميكيافيلية والانتهازية، ونسير بهذا النسق وتلك الطريقة".