سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علياء المهدي في حوار لمجلة Elle الفرنسية: لن أستطيع العودة إلى مصر مجددا.. ولم أفكر في الرحيل خلال طفولتي أسكن مع لاجئات من الصومال وإريتريا وأفغانستان.. وتعرضنا لمحاولة قتل على يد لاجئة من كوسوفو
في ذلك المسكن الصغير، الذي سكنته بعد لجوءها إلى السويد، جلست علياء ماجدة المهدي، الشخصية المتهورة المقاومة والعنيدة، تستمع إلى موسيقى مصرية وتراقب الثلوج وهي تتساقط. لم تكن حزينة أو تشعر بالحنين، هي فقط وحيدة وتشعر بالبرودة، وتحاول بناء حياتها من جديد، وهي بعد في الواحدة والعشرين من عمرها، حيث أنه سن صغير جدًا كي تطرأ عليه تغييرات، لها نظرات وإيماءات وابتسامات تشير أنها فقط خطت الخطوة الأولى نحو أحداث أخرى مدوية لا تزال في انتظارها. هكذا وصفتها مجلة Elle الفرنسية، التي أجرت مع المدونة المصرية المثيرة للجدل علياء المهدي، حوارًا مطولا، تحدثت فيه علياء عن الأحداث التي جرت منذ أن نشرت صورتها العارية لأول مرة على مدونتها الشخصية، وحتى وصولها لهذا المكان. تقول علياء: "لم أختر أن أعيش في السويد، بل كان الأمر مصادفة بحتة، إلا أن المفروغ منه أنني لن أعيش في مصر الذي ينتظرني فيها السجن وربما الأسوأ، حيث تعرضت للاختطاف ومحاولة للاغتصاب قبل مغادرتي إياها بقليل، على خلفية نشر صورتي العارية في مدونتي، وقد كانوا يرون أنني أستحق الاغتصاب طالما أنني فعلت ذلك، بل وعندي حبيب أيضًا، لكنني صرخت، فأصابهم الخوف واكتفوا بسرقة كل ما معي، ثم هربت، وبعدها عرفت أن هذا الحادث لن يكون إلا بداية، وغادرت مصر فعلا"، وتضيف قائلة: "الآن أنا أعيش هنا وأتعلم السويدية وأستكمل دراستي وأعمل في مجال صناعة الأفلام"، وكانت الحكومة السويدية قد قدمت لها منحة دراسية، بالإضافة لجواز سفر اللاجئين. وعن مسكنها الجديد تقول أنها تتشارك السكن مع لاجئات أخريات من الصومال وأريتريا وأفغانستان وألبانيا، "أسكن في حجرة وحدي، لأنني أحتاج بعض الخصوصية بالطبع، لكن مع ذلك الأمر لا يخلو من مشكلات، فمنذ فترة حاولت إحدى مواطنات كوسوفو غير المتزنات قتلنا بالسكين، ومرة أخرى تحدثت لي فتاة، وقالت أنني جئت من بلد لا يوجد بها حرب أصلا، فقط لأنني تجادلت مع أبي، وهذا جزئيًا صحيح"، وانتقلت المهدي بعد ذلك إلى الحديث عن أسرتها حيث قالت: "منذ أن نشرت صورتي وعلاقتي بأسرتي انقطعت. أبي يعمل مهندسًا وكان ضابط شرطة سابق، وأمي محاسبة"، وأضافت: "منذ طفولتي وأنا في حرب معه، فهو لم يكن يريدني أن أتعلم، بل أظل أميّة ثم أتزوج من أحدهم لأطهو له الطعام فقط"، وتكمل المهدي قائلة: "بالنسبة لهم، فإن أسوأ شيء يمكن أن تفعله المرأة هو أن تعرض جسدها، والآن فأنا بالنسبة لأسرتي لا قيمة لي، وأمي تنعتني بالساقطة"، وتمضي المهدي مكملة: "ذات مرة انتقدت أمي تعدد الزوجات في الإسلام، وقالت أنه من الطبيعي أن يكون هناك نص كذلك لأن القرآن كتبه رجل، لكنها سارعت بعدها بالاعتذار والتراجع عن قولها ذلك فورًا". وعن نفسها تتحدث علياء المهدي مرة أخرى قائلة: "أنا لا أريد أن أتزوج أبدًا، لكن هذا لا يمنع ألا يكون عندي أطفال، لماذا لا؟"، وتضيف عن صورتها التي أثارت الجدل في نوفمبر 2011: "أريد أن أسأل هل قمت بنشر صورتي للجميع؟ بالطبع لا، بل وضعتها على مدونتي الخاصة، أما عن سبب قيامي بذلك، فلأنني أحب دائمًا كسر القواعد والقوانين، وقررت أن أكسر المزيد عن طريق هذه الصورة، بالإضافة لأسباب أخرى أهم". وشرحت علياء المهدي سر نشر الصورة باللونين الأبيض والأسود مع الإبقاء على لون الحذاء الأحمر، والذي أرفقته المجلة في صورة له منفردًا على الجليد، حيث قالت: "عدلت الصورة لتكون باللونين الأبيض والأسود، لأوجه عيون من يشاهدها إلى الحذاء الأحمر، الذي قصدت به التحدي، وتوجيه تحية ساخرة لرجال الدين الإيرانيين الذين حرموا على المرأة وضع طلاء الشفاه الأحمر، وارتداء الأحذية النسائية الحمراء"، وتكمل قائلة: "فجأة أصبحت هذه الصورة ظاهرة عالمية، وهذا ممتاز لأنني وضعت الصورة تنديدًا بكل أنواع التمييز ضد النساء عمومًا وعلى رأسهن المصريات، ومع ذلك فأنا خارج بلدي الآن وبعيدة جدًا، لا أستطيع تحمل البرد هنا، لكنني على الأقل أتنفس". تتحدث علياء عن تجربتها في السويد بأنها جيدة، فهي تتمكن من السير في الطريق دون التعرض للتحرش، وتركب الأوتوبيس دون أن تجد من يلتصق بها، إضافة إلى أن مساحتها الحياة تحظى بالاحترام، على العكس من القاهرة التي لا تأمن أن تشارك في الاحتجاجات فيها، حيث أنها تكون مهددة، هي وغيرها من المحتجات، بالتعرض للتحرش والاغتصاب كما يحدث تلك الأيام. تحدثت علياء عن مظاهرتها الأخيرة مع منظمة "فيمين" الأوكرانية، أمام السفارة المصرية بستوكهولم، وكيف أنها أنشأت فرعًا مصريًا افتراضيًا للمنظمة، قائلة: "إذا سارت الأمور على مايرام، فإننا سنتمكن من تنظيم مظاهرة لمنظمة فيمين، في القاهرة، خلال عشرين عامًا أو قرن على الأكثر"، وبدا واضحًا أنها تقول ذلك بسخرية مريرة، وأكملت: "انتقدوني لأنني وضعت مجسمًا للقرآن على جسدي العاري، واتهموني بإهانته، أي القرآن، لكن جسدي ليس إهانة لأي شخص أو أي شيء آخر، لأنه في نهاية المطاف مجرد جسد!". وتتكلم علياء عن أحلامها قائلة: "أنا مثل أي شخص، لدي أحلام كثيرة، منها أن أتمكن من تغيير بلدي في كافة الجوانب، لكن حلمي الحقيقي حاليًا هو الحياة في ستوكهولم، فأنا لست متأكدة أنني سأتمكن من العودة للقاهرة مرة أخرى"، وتضيف: "في طفولتي كان الجميع يريدون الرحيل من مصر، إلا أنا لم أكن أرغب في ذلك، والآن، أنا فقط الذي رحلت، وفي الحقيقة أفتقد قطتي جدًا، وأشعر بالارتباك قليلا، وقد أخبروني أنني تسببت في صدمة للجميع، لكن في الحقيقة أنا التي صدمت"، واسترسلت المهدي قائلة: "منذ أن غادرت وأنا أتلقى رسائل من رجال ونساء وشهادات عن حياتهم التي يعيشونها، كما وصلتني رسائل دعم من نساء لا يجرؤن على الحديث عن ذلك علانية، إلى جوار تهديدات بالقتل طبعًا"، وعن شعورها الحالي قالت: "أشعر بالاكتئاب في بعض الأحيان، حيث أشعر أنه لا أحد يفهمني، وأحيانًا أخرى أفكر في الماضي والأماكن التي زرتها من قبل، وأتذكر عندما كنت أراقب النجوم من نافذة غرفتي في مصر قبل أن يمحوها التلوث ببطء، إلا أنني في هذه البلاد الشمالية، استطعت رؤية النجوم مجددًا".