حين يتعرض العالم الإسلامى لأى حملة من الحملات الخارجية التى تُشن عليه ما بين حين وآخر، لا يوجد سوى شخص واحد يعلى صوته ويدلى برأيه فى حل هذه الأزمة وتقديم ما يصلح للخروج منها، هذا الشخص برز اسمه فى العالم الإسلامى بعد أن ترك بصمته فى كل دولة من هذا العالم، ليصبح أول أمين يُنتخب بشكل ديمقراطى فى منظمة المؤتمر الإسلامى التى أصبحت منظمة التعاون الإسلامى. أكمل الدين إحسان أوغلو التركى الذى وُلد فى القاهرة عام 1943، وحصل على البكالوريوس فى العلوم عام 1966 ودرجة الماجستير فى الكيمياء عام 1970 فى جامعة عين شمس فى القاهرة، استطاع أن يتفرغ لخدمة العالم الإسلامى، قدم الكثير من الاقتراحات الفعالة لتعزيز السلم العالمى وتحقيق التضامن بين أعضاء الأمة الإسلامية، واتخذ خطوات جادة ليجعل من منظمة التعاون الإسلامى منظمة قوية على أرض الواقع. وكان لأوغلو دور فعال فى تجديد منظمة المؤتمر الإسلامى، بعد أن أشادت كافة الدول الأعضاء بجهوده الرامية لتعزيز المنظمة أقر بها العديد من رؤساء الدول والحكومات كما أقرت بها أجهزة الإعلام والجمهور ممن شهد ردوده على التحديات التى تواجه المسلمين. منذ توليه منصبه أميناً عاماً تاسعاً فى يناير 2005 قاد أوغلو المنظمة التى تجمع فى عضويتها 57 دولة بفاعلية، وتبنى قضية العالم الإسلامى، مقدماً رؤيته الخاصة وعمله فى جامعة أنقرة لخدمة العالم الإسلامى. وقبل أن ينتقل إحسان أوغلو إلى المنظمة الإسلامية عمل فى مطلع الثمانينات عضواً فى هيئة التدريس فى عدد من كليات العلوم، ثم أصبح أول بروفيسور والرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم فى جامعة إسطنبول، وشغل منصب المؤسس للجمعية التركية لتاريخ العلوم ومؤسسة «وقف إيسار». حصل أوغلو على الكثير من الأوسمة والجوائز فى خدمة العالم الإسلامى، وقلده رئيس أذربيجان «وسام المجد»، وقلده الرئيس السابق حسنى مبارك «وسام الامتياز من الدرجة الأولى»، وقلده عاهل المملكة الأردنية «وسام الاستقلال من الدرجة الأولى»، وقلدته روسيا «وسام المجد»، وقلدته السنغال «وسام الاستحقاق الوطنى» و«وسام الأسد الوطنى»، كما قلدته بلاده «وسام الخدمة المتميزة للدولة»، وقلده رئيس جمهورية جيبوتى وسام 27 يونيو برتبة قائد. وحصل أغلو على الجائزة العالمية لكتاب العام من الرئيس محمد خاتمى، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 2000. وحصل على درجات دكتوراه فخرية من عدد من الجامعات فى أذربيجان والبوسنة والهرسك وبلغاريا وروسيا الاتحادية، وتتارستان وتركيا والولايات المتحدة. وعينته حكومة البوسنة والهرسك «سفيراً متجولاً» سنة 1997. وأخيراً انتهت فترة أوغلو فى خدمة منظمة التعاون الإسلامى على أرض مصر التى وُلد بها بمنحه وشاح النيل ليصبح تركىّ الجنسية ومصرىّ الهوى.