شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة ال67 بحرية والدفعة ال44 دفاع جوي دفعة الفريق سعدالدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والتي ضمت عددا من الوافدين من دول البحرين والكويت وليبيا وقطر والسعودية وجنوب السودان. وشهد حفل التخرج، اشتراك حاملة الطائرات "جمال عبدالناصر" في تنفيذ أحد المهام القتالية، في ثاني التزام تدريبي تجريه منذ انضمامها للعمل ضمن وحدات القوات البحرية، حيث سبق اشتراكها في تنفيذ التدريب المصري الفرنسي المشترك "كليوبترا 2016" بمشاركة عدد من الوحدات والقطع البحرية من الجانبين، وتخلله العديد من الأنشطة، تضمنت استقبال وإقلاع طائرات الهل والتموين بالبحر، وتشكيلات الإبحار وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش. وفي حفل تخرج الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي، اشتركت وسائط الأبرار المحملة على حاملة الطائرات، وتحميل الوسيطة LCAT بعربات الهامر المسلحة بالمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات من طراز "تو"، ومنظومة الدفاع الجوي طراز "أفنجر"، وعربات مجهزة بمواصلات لاسلكية، إضافة إلى تحميل الوسيطة CTM بعناصر من القوات الخاصة البحرية، وانطلاق الطائرات الهل طراز "شينوك" المحملة بعناصر الضفادع البشرية، وطائرات مكافحة الغواصات من طراز SH2G، وخروج اللنشات السريعة طراز "ريب" المحملة بعناصر القوات الخاصة البحرية، ما يؤكد جاهزية حاملة الطائرات "جمال عبدالناصر" على العمل ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة، في إطار خطة التطوير والتحديث لقدراتها القتالية لتواكب أحدث تقنيات التسليح العالمية. واستقبل الرئيس السيسي لدى وصوله مقر الكلية البحرية بأبو قير في الإسكندرية، الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية. وطبقا للتقاليد البحرية، أدت الوحدات والقطع البحرية المشاركة، التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة باستخدام أعلام الإشارة الدولية، وأعلام السيمافور وأنوار المورس، والصفارات البحرية، والمشاعل الضوئية، وكتب على الصاري بأعلام الإشارة كلمة: "مرحبا بالسيد الرئيس"، وتقدمت مجموعة من اللنشات السريعة تحمل علم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية. واصطفت في مواجهة المنصة عدد من الوحدات البحرية، تمثل عناصر من تشكيلات القوات البحرية التي يتم تنفيذ التدريب العملي لطلبة الكلية البحرية عليها، في أثناء فترة دراستهم بالكلية. - العروض والبيانات العملية - وفي روح معنوية عالية، تقدمت مجموعات من طلبة كلية الدفاع الجوي إلى ساحة العرض، لتشكل عدد من اللوحات الرمزية تعكس مستوى التوافق العضلي والعصبي والعمل بروح الفريق، إحداها على شكل صاروخين من الأجناب، وطائرة في المنتصف، تجسيدا لقدرة قوات الدفاع الجوي في الزود عن سماء مصر ومجالها الجوي، والثانية لوحة لأشعة الشمس رمزا لشروق شمس مصر ونهضتها، في ظل قوات مسلحة قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وخطواته على طريق المستقبل والبناء، وكلمة مصر قلب العروبة النابض. وفي البحر، نفذت اللنشات السريعة ولنشات المرور الساحلي عدة تشكيلات إبحار، اتسمت بالسرعة والمرونة وخفة الحركة والقدرة العالية على المناورة، وأدى طلبة كليتي البحرية والدفاع الجوي من مختلف السنوات الدراسية، مجموعة من التمرينات الرياضية وعرضا لفنون القتال والاشتباك والدفاع عن النفس، شملت المهارات الأساسية لرياضتي الكاراتيه والكونغ فو ومهارات القتال المتلاحم، أظهرت القدرات البدنية والمهارات القتالية التي وصل إليها الطلبة بعد تطوير مناهج وأساليب التدريب القتالي، من خلال رياضة "الكروس فيت" التي تتضمن تدريبات اللياقة البدنية ذات المجهود الشاق، ونظام الفقمة البحرية الذي تم تأسيسه بمستوياته المختلفة داخل لواء الوحدات الخاصة البحرية، لتدريب المقاتلين على مهارات الاشتباك الحر والقتال المتلاحم، ومواجهة أكثر من خصم، عكست مستوى الاحترافية والثقة العالية بالنفس التي يتمتع بها رجال القوات المسلحة، الذين يحملون أمانة الدفاع عن أمن مصر القومي بكل شجاعة ويقظة. - عرض أنظمة ومعدات الدفاع الجوي - وتضمن حفل التخرج عرضا للمهارة في استخدام أنظمة ومعدات الدفاع الجوي، التي شهدت طفرة هائلة تطويرا وتحديثا لتأمين سماء مصر ومجالها الجوي، وامتلأت ساحة العرض بنماذج من أنظمة التسليح ومعدات الدفاع الجوي، التي تتسم بالكفاءة العالية وخفة الحركة وقلة زمن التجهيز، والقدرة على التعامل مع الأهداف المكتشفة في أزمنة قياسية عكست مستوى الإعداد والتدريب القتالي المتميز التي وصل إليها أبطال ومقاتلو قوات الدفاع الجوي. - العرض البحري - وفي منظومة متكاملة عكست المستوى التدريبي العالي لرجال القوات البحرية، نفذت حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" بالاشتراك مع وحدات من القوات البحرية، بيانا عمليا للإبرار البحري على ساحل معاد، لدعم أعمال قتال إحدى التشكيلات البرية العاملة بمحاذاة الساحل، واكتشاف وتدمير غواصة معادية، حيث أسقطت طائرة هليكوبتر جماعات الضفادع البشرية، لتنفيذ أعمال السباحة القتالية والغطس الهجومي، لاستطلاع دفاعات العدو الساحلية وتطهير الممرات الملاحية من الألغام، وفتح الثغرات على الساحل وتثبيت عبوات النسف والتدمير بالأهداف المكتشفة. وأغارت جماعات الصاعقة البحرية المحملة على اللنشات السريعة من طراز "ريب"، على نقطة مراقبة ساحلية، واستولت على جزء من الساحل وتتم تأمينه وتجهيزه لوصول وسائط الإبرار بالتعاون مع جماعة الاستطلاع، واتخاذ أوضاعها النهائية للتعامل مع الأهداف المكتشفة والاشتباك مع دورية معادية وتدميرها، تزامن ذلك مع تنفيذ صائدات الألغام مهام اكتشاف وتصنيف وتحييد الألغام البحرية في الممر الملاحي، وتحديد ممرات آمنة لتأمين تقدم وسائط الإبرار. ودفعت حاملة الطائرات "جمال عبدالناصر"، وسائط الإبرار المحملة بمركبات القتال والمجموعات القتالية من القوات الخاصة بكامل أسلحتها ومعداتها، لتنفيذ الإنزال البحري للقوة الرئيسية في مناطق الإبرار المحددة، لاحتلال مواقعها وتحقيق المهمة المسندة إليها بالسيطرة الكاملة على الساحل المعادي. ومن على سطح "المسترال"، تم دفع إحدى طائرات مكافحة الغواصات بمهمة البحث عن وتأكيد المعلومات، بشأن هدف تحت السطح تم اكتشافه، حيث تم تحديد موقع غواصة معادية وتدميرها باستخدام قذائف الأعماق الصاروخية، وذلك في منظومة متكاملة لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، تشترك فيها القوات البحرية بالتعاون مع باقي الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية، للحفاظ على السيادة المصرية على كافة حدودها البرية والساحلية، وحماية ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات. - العرض العسكري وإعلان النتيجة - واختتمت العروض بالعرض العسكري الذي قدمته مجموعات الخريجين، من طلبة الكلية البحرية والدفاع الجوي، وعناصر رمزية من مختلف السنوات الدراسية يتقدمهم حملة أعلام. وأعلن نائب مدير الكلية البحرية نتيجة الخريجين، حيث صدق القائد العام للقوات المسلحة على النتيجة النهائية لامتحانات التخرج لطلبة الدفعة 67 بحرية، ومنحهم درجة البكالوريوس في العلوم البحرية والدفعة 44 دفاع جوي، ومنحهم درجة بكالوريوس العلوم العسكرية للدفاع الجوي، ثم جرت مراسم تسليم وتسلم القيادة للدفعات الجديدة. وفي البحر، أطلقت الوحدات البحرية المشاعل الضوئية، وسحبت أعلام الإشارة على الصاري بجملة تهنئة من الكلية البحرية إلى الدفعتين، وقدم فريق الشراع من طلبة الكلية البحرية، الذي حقق العديد من المراكز المتقدمة محليا ودوليا، عرضا بالزوارق الشراعية ابتهاجا بهذه المناسبة. وأعلن اللواء أركان حرب خيرت بركات مدير إدارة شؤون ضباط القوات المسلحة، قرار تعيين الخريجين، ومنح الأنواط لأوائل الخريجين، ثم قلد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أوائل الخريجين المصريين والوافدين، نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، تقديرا لتفوقهم وتفانيهم في أداء مهامهم خلال مدة دراستهم في الكلية، وردد الخريجون يمين الولاء. وألقى اللواء بحري أركان حرب وليد مصطفى عوض مدير الكلية البحرية، كلمة أكد فيها أن خريجي الدفعة الجديدة من الضباط خريجي الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي، يفخرون بمصريتهم وشرف انتمائهم لقواتهم المسلحة، التي تقدم نموذجا مشرفا في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي على كافة الاتجاهات. وأكد مدير الكلية الحربية، قدرة وكفاءة الخريجين الجدد على حمل أمانة المسؤولية في الدفاع عن الوطن في البر والبحر والجو، بما اكتسبوه من علوم ومعارف وخبرات متراكمة داخل كلياتهم، تعينهم على أداء مهامهم المستقبلية، لتبقى مصر واحة للأمن والاستقرار لكل أبنائها، في ظل ما تموج به منطقتنا من أحداث وتحديات. وفي نهاية الاحتفال، قدم مدير الكلية البحرية، هدية تذكارية للرئيس السيسي، وعزفت الموسيقى السلام الوطني. حضر مراسم الاحتفال، المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعددا من الوزراء والمحافظين وكبار رجال الدولة وكبار قادة القوات المسلحة، وعددا من الملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة المعتمدين بمصر، وقدامى مديري الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي، وأسر الخريجين وعدد من طلبة الجامعات.
