أعلن الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، أن دار الافتاء بصدد إعداد كتاب يجمع كل الأحاديث والآيات القرآنية التى تحضّ على الحفاظ على التراث الحضارى، وصيانته من العبث أو الهدم، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأحاديث والآيات التى تنهى عن هدم تراث الأسلاف، مسترشداً بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذى نهى فيه عن هدم حصون المدينة المنور، وأماكن معينة لها ذكرى تاريخية ودينية، مثل «الصفا والمروة». ووصف «جمعة»، فى ندوة بعنوان «أهمية التراث الثقافى والمحافظة عليه»، أقيمت فى قصر الأمير محمد على بالمنيل، أمس الأول، ما نعيشه الآن ب«الأزمة الحضارية التى يجب الاهتمام بمواجهتها لتحسين صورة المسلمين فى العالم، من أجل مستقبل أبنائنا وأحفادنا، ولتوضيح تعاليم الدين بعد أن بدأ الكثير من الناس فى الصد عن سبيل الله دون علم، وهم يشوهون الإسلام بتلك الأقاويل التى ما أنزل بها الله من سلطان». ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى كلمته التى ألقاها د. محمود العزب، عضو «هيئة كبار العلماء»، إن الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار عند دخوله البلاد المفتوحة، سواء فى مصر وبلاد الرافدين، ومختلف الحضارات التى سبقت الإسلام، فقد أبقى الفاتحون المسلمون على آثارها حتى وصلت إلينا، مشيراً إلى أن دعوات تدميرها تشير إلى جهل أصحابها، ومشدداً على ضرورة وضع شعار القدس فى المناهج الدراسية بمختلف البلدان العربية لحمايتها من «التهويد». ومن جهته، طالب أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الدول الأعضاء فى المنظمة والمنظمات الدولية الأخرى بحماية الآثار القديمة، مؤكداً أهمية سن قوانين تحفظ التراث الحضارى وتتصدى لمن يُقدم على تخريبه، وداعياً إلى ترميم وصيانة هذه الآثار، وعدم تركها هدفاً للسرقات أو عوامل التعرية. وطالب «أوغلى» المجتمع الدولى، ممثلاً فى الأممالمتحدة و«اليونيسكو» والقوى والمؤسسات المعنية بالتراث الإنسانى، بحماية هذه المنشآت وتجريم محاولات المساس بها، لافتاً إلى الحديث فى الآونة الأخيرة عن تصريحات أدلى بها البعض، بشأن الرغبة فى «تطهير» البلاد من بعض المظاهر التى تتعارض مع الدين الإسلامى، من وجهة نظرهم، قائلاً: «وسواء أكان هذا الأمر قد قيل على سبيل المبالغة أو الجد، فإنه يعكس توجهات متطرفة ومتزمتة تنم عن جهل بالدين الإسلامى الحنيف».