أصيب الجنيه بهبوط حاد أمام الدولار إلى أدنى مستوى له خلال 11 عاما، على خلفية الاضطرابات السياسية، وتراجع مؤشرات الاقتصاد، وأجواء الترقب لتداعيات "جمعة الخلاص". وسجل الدولار 675 قرشا، للمرة الأولى في تعاملات البنوك أمس الأول، ليخسر 4 قروش دفعة واحدة، وحلقت الأسعار في السوق السوداء، فوق 750 قرشاً للمرة الأولى، مع نقص كبير في السيولة الدولارية بالبنوك، مع فشل عطاءات البنك المركزي في توفير احتياجات السوق المحلية من الدولار، ووقف تدهور الجنيه، رغم عرض "المركزي" في آخر مزاداته برئاسة الدكتور فاروق العقدة 50 مليون دولار على البنوك. وقالت مصادر، ل"الوطن"، إن الدولار وصل إلى 688 قرشًا في شركات الصرافة، وسط شكاوى من ندرته، وإن الجنيه فقد 11% من قيمته أمام الدولار، ليصل إلى المستوى السعري المطلوب من صندوق النقد الدولي، فيما قال خبراء الصندوق إن الجنيه مقوم بأعلى من قيمته 15%، حسب ما أكدت مصادر ل "الوطن"، قائلة "المركزي" أجرى تعويما للجنيه جزئيا، بتركه أمام عرض وطلب السوق التلقائي، مقابل الدولار. في السياق ذاته، قال مصدر حكومي، ل"الوطن"، إن مصر ستدعو بعثة صندوق النقد الدولي، لزيارة القاهرة، عقب إقرار مجلس الوزراء برنامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الدكتور هشام قنديل سيتلقي من الوزارات تقارير حول نجاحها، في تحقيق التوافق المجتمعي، كما يتلقي من منظمات وجمعيات الأعمال تقاريرا حول رؤيتها للبرامج الفرعية للوزارات، ضمن خطة الإصلاح، تمهيدا لعرضها على الصندوق. وقال مسؤولو الصندوق، أمس، إنهم مستعدون لمساعدة مصر، ولم يحددوا موعدا جديدا، لاستئناف المفاوضات مع الحكومة، بشأن قرض ال 4.8 مليار دولار، عقب تأجيل زيارة بعثة الصندوق الفنية إلى القاهرة. وكان رئيس الوزراء ووزيرا المالية والتعاون الدولي، أكدوا أنها ستجرى الأسبوع الأخير من يناير المنصرم، والذي خلا من أي لقاءات بين الطرفين، عدا لقاء "قنديل" ورئيسة الصندوق كريستين لاجارد في سويسرا، على هامش منتدى دافوس، حيث كررت على مسامع رئيس الوزراء المطالبة بضرورة استقرار الأوضاع، وحصول الحكومة على التوافق الشعبي على برنامج الإصلاحات الاقتصادية قبل منحها القرض.