عقد اتحاد النقابات المهنية اجتماعا طارئا مساء الأحد، وبحث تطورات الوضع الخطير الراهن في البلاد، والتوقف على وجه الخصوص أمام المجازر والأحداث الدامية التي راح ضحيتها العشرات من أبناء مصر الأبرار، وخاصة مدينتي بورسعيد والسويس، رمزي المقاومة والصمود في أشرف معارك الأمة على مدى تاريخها الحديث. وأكد اتحادات النقابية المصرية، في بيانه الصادر اليوم، أن المسئول الأول عن إراقة دماء المصريين، هو جماعة الإخوان والرئيس المنتمي إليها وحكومته، باعتبارهم هم الذين دفعوا بالبلاد إلى أزمة وطنية شاملة وكارثية، بسبب إصرارهم على اختطاف ثورة 25 يناير المجيدة، وتجريدها من أهدافها النبيلة في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وإعادة إنتاج نفس سياسات النظام المخلوع الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن محاولة إقامة نظام فاشي يقصي جميع أبناء الوطن لصالح الجماعة، ويقوض أساس الديمقراطية عبر دستور باطل وطائفي ومشوه، وكذلك العدوان على استقلال القضاء ودولة القانون، وشن حملة منظمة على الحريات العامة وخاصة حرية الصحافة والإعلام، بحسب البيان وأشار الاتحاد إلى تضامنه الكامل مع المطالب العادلة، التي توافقت عليها القوى الثورية والوطنية، والتي تمثل المخرج الوحيد من النفق المظلم الذي دفعت الجماعة وحلفاؤها البلاد إليه، كما طالب الاتحاد بضرورة الإفراج الفوري عن جميع ضحايا حملات القمع والاعتقال العشوائي، التي تجاوزت في وحشيتها أسوء ممارسات القمع في الأنظمة الفاشية، كما حذر وزير الداخلية الحالي، من استمرار الانسياق وراء الرغبات العدوانية لمن عينوه، ويذكره بمصير وزير داخلية النظام السابق، كما ناشد ضباط وجنود الشرطة الوطنيين الشرفاء، تحكيم ضمائرهم المهنية والوطنية وعدم الاستجابة للأوامر غير الشرعية باستخدام العنف المفرط ضد أبناء الوطن من المتظاهرين. وأكد الاتحاد رفضه لمحاولات خداع الشعب المصري، بدعوات غير جادة لحوارات تتجاهل الشروط الضرورية للنجاح، وأهمها الاتفاق المسبق على احترام النتائج التي يتوصل إليها، وحيادية واستقلال القائمين على إدارته. وأوضح الاتحاد أن شرعية النظام الحالي تتآكل يوما بعد يوم، بفعل الإصرار على اختطاف الدولة المصرية وتقويض أسسها، وتجاهل مطالب المجتمع وأهداف الثورة، ويؤكد أن الوقت ينفذ بسرعة، ومن ثم فإن تلبية المطالب العاجلة للجماعة الوطنية لم يعد خيارا بل هو السبيل الوحيد للخروج بالوطن من المأزق الراهن. ودعا الاتحاد كافة الزملاء، أعضاء النقابات المهنية لمشاركة باقي أبناء الشعب المصري الاحتشاد في الميادين، يوم الجمعة المقبل 1/2/2013 للتأكيد على مطالب الثورة.