سيطرت ملابسات الحكم فى قضية «مجزرة بورسعيد»، وإحالة أوراق 21 من المتهمين فيها، إلى المفتى، على أجواء ميدان التحرير، أمس، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى مع قوات الشرطة، فى شارع محمد محمود، فيما اتجه المعتصمون إلى قطع شارع «26 يوليو»، فى مواجهة دار القضاء العالى، تأكيداً على رفضهم تأجيل حكم الإعدام النهائى فى القضية إلى جلسة 9 مارس المقبل، قبل أن يتجهوا للتظاهر فى محطة مترو «جمال عبدالناصر»، وأمام نقابة الصحفيين. وانخفضت أعداد المتظاهرين داخل التحرير، أمس، وتبادل بعضهم الحجارة مع قوات الشرطة التى ردت عليهم بقنابل الغاز، فى شارعى يوسف الجندى والشيخ ريحان، وتطور الأمر إلى مواجهات مباشرة، بينهم فى شارع نوبار على بعد أمتار من البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية، مما دفع قوات الشرطة لمطاردة المتظاهرين بالمدرعات، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وواصل عدد من الصبية إلقاء الحجارة من أعلى الجدران الخرسانية، فى شارعى «قصر العينى والشيخ ريحان» على القوات المتمركزة أسفله، وحاولت مجموعة «البلاك بلوك» اختراق الأسوار من ناحية يوسف الجندى، إلى الوزارة. واشتبك الباعة الجائلون أكثر من مرة مع اللجان الشعبية التى طردتهم خارج الميدان، فيما توافد عشرات الأعضاء من «ألتراس أهلاوى»، على شارع محمد محمود للاحتفال بحكم المحكمة بإحالة أوراق 21 متهماً فى «مجزرة بورسعيد» للمفتى، مرددين هتافات: «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، و«فى الجنة يا شهيد»، كما نظم 15 حزباً وحركة مسيرة انطلقت من مسجد عمر مكرم إلى مجلس الشورى، للمطالبة بإسقاط الدستور. ونظم عشرات المعتصمين فى الميدان، مسيرة إلى كوبرى أكتوبر، وأوقفوا حركة السير عليه لمدة 15 دقيقة، اعتراضاً على تأجيل حكم الإعدام النهائى، على متهمى «مجزرة بورسعيد» حتى 9 مارس، مطالبين بتنفيذ الحكم بشكل فورى، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وسائقى السيارات اتجهوا بعدها إلى دار القضاء العالى، مرددين هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وأغلقوا أبواب «القضاء العالى»، ومنعوا المواطنين من الدخول والخروج منها ودخلوا فى مشادات مع الشرطة، قبل أن يتجهوا للتظاهر فى الصالة الرئيسية لمحطة مترو «جمال عبدالناصر»، ومنها إلى نقابة الصحفيين للتظاهر أمامها. وشهد كورنيش النيل، بالقرب من السفارة الأمريكية، مواجهات بين الثوار الذين حاولوا الاتجاه إلى شارع «قصر العينى»، من الكورنيش، وبين قوات الشرطة التى تصدت لهم، وتبادلوا إلقاء الحجارة والزجاج، وردد المتظاهرون الهتافات المضادة للرئيس مرسى وللنظام، ومنها: «ارحل، الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط حكم المرشد»، و«الداخلية بلطجية ودم بدم ورصاص برصاص»، فى المقابل، أزالت قوات الشرطة، أمام ماسبيرو الشعارات التى كتبها الثوار على أسوار وزارة الإعلام، وعم المنطقة هدوء شديد بعد مواجهات مساء أمس الأول. من جانبه، أعلن كمال أبوعيطة، رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، عن أن العمال المقهورين الذى شاركوا فى تظاهرات الذكرى الثانية للثورة بكل حماس، سيواصلون اعتصامهم فى ميدان التحرير، لحين تحقيق مطالبهم، وعودة جميع العمال المفصولين، سواء بسبب نشاطهم النقابى، أو لانتهاء عقودهم، وتعسف الشركات فى التجديد لهم، ومن أجل تعديل قانون العمل رقم 12 لسنة 2003، وإصدار قانون الحريات النقابية الذى توافقت عليه أطراف العمل الثلاثة فى وزارة الدكتور أحمد حسن البرعى، فضلاً عن إقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور، بما لا يزيد على 15 ضعفاً.