للمرة الثانية على مدار 7 سنوات تشهد قاعة محكمة الجنايات تكرار جريمة.. نفس التفاصيل ونفس الأحداث.. الأم هى البطل.. فقدت اثنين من أطفالها.. وتعمل محامية وتترافع.. والقاتل مَن؟ القاتل ابن شقيقتها.. والدة «محمد وشهد»: أختى بتعايرنى.. وقالت لى فى المحكمة ابنى قتلهم وهيموت راجل القصة الأولى فى عام 2009 استيقظ أهالى الطالبية فى الجيزة على خبر مفزع: مجهول يذبح شقيقين، هما «شهد وزياد».. ودلت التحريات أن وراء الجريمة نجل خالتهما بسبب السرقة والحقد، وكانت والدتهما تعمل محامية، ووقفت أمام القاضى بكل حزم وقوة وحصلت على الإعدام للمتهم. القصة التى تدور تفاصيلها الآن فى محكمة جنايات القاهرة بطلتها سميرة عبدالرحمن تعمل محامية، وقفت أمام قاضى الجنايات خلال الأيام الماضية لبدء نظر أولى جلسات معاقبة المتهم بقتل ابنيها محمد «9 سنوات»، وشهد «12 سنة»، الأم وقفت لتكون ثانى أم تدافع عن حق أبنائها .. قرأت ملف القضية أكثر من 10 مرات متتالية تحفظ كل كلمة فى 150 ورقة، «سميرة» تقول: «هجيب حق ولادى، وأختى قالت لى فى خارج المحكمة: «أنا فخورة بابنى، ولو عاش هيعيش راجل ولو مات هيموت راجل» مضى 11 شهراً و17 يوماً على ارتكاب المذبحة. الأم لم ترتد سوى اللون الأسود، ولم تصرخ حتى الآن عندما تروى تفاصيل الجريمة تقول: «ده أنا كنت بعامله هو وأخوه زى ولادى وبصرف على المتهم وشقيقه مش هسيب حق ولادى أنا محامية ب100 راجل». توجهنا إلى الأم بعد أن شاهدناها فى المحكمة وحددنا معها ميعاداً لتروى التفاصيل، الأم سميرة تعيش فى شقة زوجها بمنطقة القطامية، مسرح الجريمة. الجميع يحبونها من الجيران وأكدت لنا أنها سوف تترافع فى القضية بنفسها، وأن عدداً من الزملاء تضامنوا معها للمرافعة، وتقول: مفيش حد هيحس بالنار اللى جواية ولا الوجع غيرى أنا. «سميرة» قالت فى حديثها ل«الوطن»: أتذكر ذلك اليوم المشئوم عندما اتصلت بى جارتى عصر 22 رمضان الماضى، وقالت لى: ابن أختك جه وعايز يدخل الشقة، فعدت مسرعة ووجدته جالساً على باب الشقة، سألته: «مالك يا على» متخانق مع حد.. أجابنى: متخانق معاهم فى البيت، ومحدش يعرف هنا، مضى يوم والثانى والثالث، وهو يعيش مع أولادى كان يسهر محاولاً الدخول إلى غرفتى لسرقة البيت وفى نهار الجريمة عدت من العمل: وحاولت فتح باب المنزل فلم أستطع، فطرقت على باب الشقة أكثر من مرة، أجابنى المتهم: حاضر هفتح الباب، وبعدها بدقائق كان يمسك السكين فى يده فأخافنى ومنعنى من دخول غرفة أولادى بحجة أن «محمد وشهد خرجوا إلى الشارع»، فأصابنى القلق، وقلت له: أنت إزاى يا على تسيبهم يخرجوا وتوجهت إلى بلكونة الشقة: يا محمد يا شهد، وتضيف الأم، فوجئت به يمسك بيدى ويقول لى تعالى ادخلى جوه الشقة وهو ممسك السكين، فأخافنى أكثر وحاولت مراوغته بسبب الخوف والتوتر، ثم طلبت منه التوجه للبحث عنهم، فأجابنى مش معايا فلوس، فقلت له خد الفلوس فى الشنطة، وعلمت بعدها أنه استولى على 500 جنيه وهو ما أظهر أن الجريمة كانت بسبب السرقة فى وقتها. وتعيد الأم مشهد دخول غرفة أبنائها، فقالت: دخلت الغرفة ولقيت بنتى شهد على السرير ومتغطية بملاية، ومحمد كان على السرير، وناديت عليهم: يا محمد يا شهد انتوا نايمين ليه وعلى بيكذب ليه، وشاهدت الدماء على الأرض، فأسرعت إلى البلكونة الحقونى ابن اختى قتل ولادى وكررتها أكثر من مرة، ثم عدت إلى غرفتى واحتضنت ابنتى وابنى، حتى حضرت المباحث ورويت لهم ما حدث واتصلت بشقيق المتهم وقلت له: «أخوك على دبح ولادى».