استمراراً لأشكال التصعيد التى يرد بها ألتراس المصرى على دولة النادى الأهلى، أعلنت روابط الألتراس الثلاث جرين إيجلز وسوبر جرين ومصراوى دولة بورسعيد المستقلة، وأنهم لن ينصاعوا لحكم الظالمين الذين يريدون نقل المتهمين من محبسهم بسجن بورسعيد العمومى إلى جلسة المحاكمة بالقاهرة غدا السبت، ليكونوا فريسة فى يد ألتراس الأهلى للانتقام، ويؤكدون نقل المتهمين على جثثنا أولا. كان ألتراس ومشجعى النادى المصرى قد تجمعوا من خلال كروهات فى ميدان الشهداء «المسلة »، ثم اتجهوا فى مسيرة إلى الممشى السياحى، واقتحموا مساء أمس باب «صفر» السياحى بميناء بورسعيد المطل على مجرى قناة السويس، ورفعوا شعار «القناة هنقفلهلكم.. خلى الأهلى يأكلكم»، واستمروا ربع ساعة يلقون الشماريخ ويعلنون رفض الظلم الواقع على المتهمين الأبرياء، ويطالبون بالقصاص من المجرمين الحقيقيين وعدم تسييس القضية، ثم انتقلت المسيرة إلى مبنى المخابرات العامة وتظاهروا أمامه، مطالبين بالعدالة، ثم اتجهوا إلى مديرية الأمن وداروا حول المبنى ربع ساعة، ثم انتهت المسيرة عند سجن بورسعيد مقر الاعتصام. كانت شائعات قد دارت أنه سيتم ترحيل المتهمين فجر اليوم، ما أثار القلق وتجمع الآلاف من أهالى المتهمين والألتراس والمواطنين حول السجن فى وجود أمنى مكثف. بينما نفى اللواء محسن راضى، مدير أمن بورسعيد، ما تردد من شائعات حول تلقى مديرية الأمن إشارة لنقل المتهمين فى الساعة الثانية مساءً. وقال إن قرار وزير الداخلية ما زال سارياً بعدم نقل المتهمين حتى هذه اللحظة، وإن هذه الشائعات هدفها إثارة البلبلة فى المحافظة. كانت المدينة قد شهدت دخول نحو 41 فصيلاً ضمت مدرعات وسيارات جنود أمن مركزى من المحافظات المجاورة، وانتشرت فى شوارع المحافظة وأمام المؤسسات المهمة، مثل مبنى هيئة قناة السويس، تحسباً لأى أعمال عنف ممكن أن تحدث من قبل ألتراس ومشجعى النادى المصرى مع اقتراب موعد المحاكمة، وتم تخصيص 6 مدارس لتسكين الجنود بها. وقد ساد صباح يوم الجمعة، قبل صلاة الجمعة، هدوء حذر، تحسباً لتجمع المسيرات فى محيط مسجد مريم، ووجود عدد كبير من عربات الأمن المركزى فى محيط سجن بورسعيد العام، بعد مناوشات مع ألتراس بورسعيد. وفى صلاة الجمعة، بمسجد الحسين، الذى شهد تجمع مجموعات ألتراس المصرى، كانت خطبة الجمعة تتحدث عن الفتنة وخطرها، وأكد خطيب الجمعة أن كل هذه الفتن فى البلاد تصب فى مصلحة إسرائيل فى الأساس، وشبه ذلك التناحر بين النادى الأهلى والنادى المصرى بما حدث بين مصر والجزائر فى مباراتهما الشهيرة، ودعا الجميع إلى ضبط النفس، وعدم إراقة الدماء أو تحطيم المنشآت العامة، مذكراً إياهم بأن ذلك ليس من الدين فى شىء، وعليهم أن يراعوا الله فيما يفعلون. وما أن انتهت صلاة الجمعة، حتى ضجت الشوارع بالهتاف، والمسيرات المختلفة من قبل القوى الثورية بالمئات فى بورسعيد، وعلى رأسها ألتراس النادى المصرى، الأمر الذى أفضى إلى خلاف، حيث دعت القوى الثورية المناهضة لحكم الإخوان المسلمين إلى ترديد الهتافات السياسية، والدعوة لإسقاط النظام، لكن قادة المظاهرات من قبل ألتراس المصرى رفضوا تلك الدعاوى، وأكملوا طريقهم، مرددين هتافات نابية للنادى الأهلى وجماهيره، ومطالبين باستقلال بورسعيد عن مصر: «عايزينها دولة.. عايزينها».. كما هتفوا: «بورسعيد روحنا فيها.. مش مهم مصر باللى فيها». هذا، وقد تضامن الأهالى من المنازل مع المسيرات التى جابت شوارع بورسعيد كلها، ووقفت لفترة أمام استاد بورسعيد، وأخذوا يرددون هتافات تذكر الجميع ببطولات جماهير النادى المصرى، ورددوا الأغنية الشهيرة: «لو جاى على بورسعيد، اكتب لأمك وصية، عشان حتموت أكيد».. كما هتفوا: «بلد البالة كلها رجالة».