يبدو بنيامين نتنياهو الذي أضعفته الانتخابات التشريعية الثلاثاء في لإسرائيل، أفضل مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، لكنه سيتحالف في كل الأحوال مع حزب "هناك مستقبل"، الذي حقق مفاجأة في الاقتراع، وسيضطر لتقديم تنازلات. ويرى المعلقون أن هذا التحالف قد يدفع رئيس الوزراء إلى التخفيف من وتيرة الاستيطان والتقارب مع الولاياتالمتحدة، والرئيس الأميركي باراك أوباما. وأبدى رئيس الوزراء المنتهية ولايته، رغبته في تشكيل "أوسع حكومة ممكنة"، وقد بدأ ليل الثلاثاء، بإجراء مشاورات هاتفية مع رؤساء الأحزاب الرئيسية. وقال نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم، العضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو "أريد أن يشكل نتانياهو حكومة وحدة وطنية، وحكومة واسعة في مواجهة المسألة الإيرانية والربيع العربي والشتاء الإسلامي"، وأضاف "نحن سنجري مفاوضات مع كافة الأحزاب لمعرفة كيفية تشكيل حكومة مماثلة في أسرع وقت ممكن". وفازت كتلتا اليمين ويسار الوسط في إسرائيل، بعدد متساوٍ من المقاعد في الكنيست، كما أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية الأربعاء بعد فرز 99.5 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية، التي جرت الثلاثاء. وحصلت القائمة المشتركة لليكود برئاسة نتانياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير خارجيته السابق أفيغدور ليبرمان، على 31 مقعدا مقابل 42 في الكنيست المنتهية ولايته، بحسب اللجنة الانتخابية. أما حزب "يش عتيد" الوسطي، الذي أطلقه قبل سنة، الصحافي السابق يائير لابيد، فحل في المرتبة الثانية بحصوله على 19 مقعدا من أصل 120، متقدما على حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش، الذي فاز ب15 مقعدا. وكتب المحلل يوسي فيرتير في صحيفة هارتس، "لن يكون هناك حكومة معقولة بمعنى أن يقودها نتانياهو دون أن تصبح منبوذة دوليا، بدون لابيد، لهذا أصبح اللاعب الأكثر أهمية في النظام السياسي". ومن الأحزاب الأخرى التي تعد حليفة "طبيعية" لنتانياهو، حصل البيت اليهودي التنظيم القومي الديني الذي يمثل المستوطنين، بزعامة نفتالي بينيت، على أحد عشر مقعدا، فيما فاز الحزبان المتشددان شاس لليهود الشرقيين (السفارديم)، ويهودية التوراة الموحدة لليهود الغربيين (الاشكيناز) ب11 مقعدا وسبعة مقاعد على التوالي. أما حزب الحركة الوسطي العلماني الجديد، الذي أسسته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، والذي ركز حملته على تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين، فحصل على ستة مقاعد مقابل ستة لحزب ميريتس (يسار) و12 للأحزاب العربية ومقعدان لحزب "كاديما". ويمثل فوز حزب "لابيد" نصرا للطبقات الوسطى المهتمة بالقضايا الاجتماعية والمجتمعية، ويريد الحزب الذي يقدم نفسه على أنه علماني أن يؤدي الجميع الخدمة العسكرية بدون استثناء. وعبر لابيد (49 عاما) القادم الجديد على الساحة السياسية، عن رغبته في تشكيل "أوسع حكومة ممكنة". وقال مئير كوهين الذي يشغل المركز الرابع على لائحة الحزب "لدينا نقاط واضحة خاصة في مسألة الخدمة العسكرية، نطلب من رئيس الوزراء أفعالا وليس شعارات فقط"، مضيفا: "لن نجلس في حكومة لا تتفاوض مع الفلسطينيين". ورأت صحيفة هارتس في افتتاحيتها، أن العزلة التي قاد نتانياهو وليبرمان إسرائيل إليها، اقلقت الناخبين الذين يريدون علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة برئاسة باراك أوباما، بدلا من المساكن الإضافية في المستوطنات، والتهديدات بحرب ضد إيران.