قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ما يثار من جدل حول إقامة الاحتفال بذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) غير سليم، لأنه لو سلمنا جدلا بأن الاحتفال بمولده بدعة، فهي بدعة حسنة، ولابد أن يكون مقام النبي حاضرا في الأمة الإسلامية في كل حين. وهنأ شيخ الأزهر، في بيان إعلامي، المسلمين في كل مكان بحلول ذكرى مولد النبي، مؤكدا أنه لولا بعثة محمد لظل الإنسان في ضلال إلى يوم القيامة، مضيفا أن الأمة كانت تعيش في تردٍ أخلاقي وتيه عقائدي قبل بعثته. وقال الطيب إن تحرير النبي للإنسانية من العبودية والاستبداد هو ما أرسى قواعد الحرية والمساواة منذ 14 قرنا، ولو قارنَّا بين ميثاق النبي الذي في خطبة الوداع وبين ميثاق الأممالمتحدة منذ أكثر من 65 عاما، سنجد أن الأخير مليء بالافتراء على الأمم، متسائلا: "أين الميثاق من الشعوب المستضعفة في أمريكا الجنوبية وأواسط أفريقيا وأطراف آسيا؟ أمريكا، تحت نظر الأممالمتحدة، بنت حضارتها من سلب الشعوب المستضعفة". ومن ناحية أخرى، تقرر تأجيل زيارة شيخ الأزهر الرسمية على رأس وفد من هيئة كبار العلماء إلى السعودية لتبدأ من اليوم وحتى السبت المقبل، ما سيؤدي إلى غياب الطيب عن حضور الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي تقيمه وزارة الأوقاف مساء الغد، ويحضره رئيس الجمهورية وكبار قيادات ومسؤولو الدولة. وسيلتقي وفد الأزهر، المكون من الدكتور حسن الشافعي، كبير مستشاري شيخ الأزهر عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد المختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية، مع سياسيين ومثقفين وهيئة كبار العلماء بالمملكة، وذلك في إطار خطة الأزهر لمراجعة الخطاب الديني مع المؤسسات الدعوية السعودية، علاوة على التنسيق بينه وبين المملكة في جهود الدعوة الإسلامية، لمواجهة التشدد ونشر الوسطية والاعتدال.