أكثر من مليون وافد استقبلتهم محافظة القليوبية خلال فترة قصيرة، للاستفادة من مجاورتها لكل من القاهرة والجيزة، وباعتبارها أحد أضلاع "مثلث القاهرة الكبرى"، وهي "ميزة" كشفت تقارير رسمية أنها كانت "نقمة" على سكان المحافظة، بعدما أصبح ما يقرب من نصفهم، يعيشون في مناطق عشوائية، يتهدد خطر الموت أرواح مئات الآلاف منهم، خاصة في منطقتي "شبرا الخيمة"، و"الخصوص"، باعتبارهما الأقرب إلى العاصمة. أحد التقارير الرسمية أكد أن حوالي 2.3 مليون نسمة، يمثلون 43 في المائة من إجمالي سكان القليوبية، يعيشون في مساحة لا تتعدى 24 كيلومتراً مربعاً فقط، موزعين على 68 "منطقة عشوائية"، منها 13 منطقة يعيش فيها 750 ألف نسمة، تم تصنيفها على أنها "غير آمنة" لما تشكله من خطورة على قاطنيها، تقع 11 منطقة منها أسفل أبراج "الضغط العالي" في شبرا الخيمة، بالإضافة إلى "عشش البكري"، و"الزرايب" في الخصوص. "الموت" يطارد 750 ألف نسمة يعيشون أسفل "الضغط العالي" في شبرا الخيمة.. و"زرايب" الخصوص كارثة بيئية وبحسب إحصائيات أعلنت عنها المحافظة، فإن ما يقرب من 1.5 مليون وافد من مختلف محافظات الوجهين القبلي والبحري، انتقلوا للإقامة في المناطق المتاخمة للقاهرة والجيزة بمحافظة القليوبية، الأمر الذي أدى إلي خلق أزمة سكن خانقة، ونجم عن ذلك زيادة غير مسبوقة في المباني العشوائية، خاصةً في شبرا والخصوص على وجه التحديد.واقع الحال على الأرض يشير إلى اختفاء ظاهرة "عشش الصفيح"، و"خيام الإيواء"، بإستثناء عشرات الأسر في "الخانكة"، ولكن في المقابل، تزايدت العشوائيات التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بل وتشكل خطراً داهماً على حياة القاطنين بها، ولعل خطوط "الضغط العالي"، التي يطلق عليها الآلاف ممن يعيشون تحتها اسم "عزرائيل"، مثال على ذلك. أعمال التطوير، التي تقوم بها أجهزة محافظة القليوبية، طالت بعض المناطق، لكنها لم تصل بعد إلى كثير من المناطق الأخرى التي مازالت تعاني كثيراً، بل أن بعضها تحول إلى "بؤر إجرامية"، وعن ذلك قال النائب عن شبرا الخيمة، محمود عطية، إن "الحكومة مطالبة بتطوير العشوائيات، بعد أن عانت طويلاً من التهميش والإهمال، وهو أمر ضروري للغاية"، بينما طالب النائب عن "شبين القناطر"، عبدالعزيز الصفتي، بعمل برامج محددة ضمن مشروع لتطوير العشوائيات، باعتباره "مشروع قومي"، لايقل أهمية عن المشروعات الأخرى. ومن جانبه، أكد محافظ القليوبية، اللواء الدكتور رضا فرحات، أن "قضية العشوائيات من أخطر القضايا التي تتطلب حلولاً عاجلة على الأرض، نظراً لخطورتها على المجتمع بأكلمه"، وتابع بقوله إن "قدر القليوبية أنها لاتحمل من القاهرة الكبرى سوى الاسم فقط، وتتحمل الكثير من المشكلات، بحكم القرب من القاهرة، متمثلة في كثرة الوافدين"، وأضاف أن تطوير العشوائيات ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلي إمكانيات مالية هائلة، فضلاً عن التخطيط العمراني الجديد في المستقبل، لوقف زحف أي عشوائيات جديدة. فرحات: 8 ملايين يورو لتنمية 3 مناطق ومشروعات بالقرى الأكثر احتياجاً ولم نأخذ من "القاهرة الكبرى" غير الاسم وقال "فرحات" إن "الإرادة السياسية لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي في تطوير العشوائيات ربما تساعد كثيراً في دفع عمل المشروع، والإسراع في خطة التطوير، لأن تطوير العشوائيات في مصر يمكن أن يكون المشروع القومي للبلاد، لأنها تمس حياة ملايين المواطنين. "وأضاف: "نحن في القليوبية نولي هذا الملف اهتماماً عبر عدة محاور، أولها بناء مساكن للأسر الفقيرة، عبر 3 مشروعات في شبرا الخيمة والخانكة والقناطر الخيرية، لحماية الأسر الأولى بالرعاية، وأما المحور الثاني فيأتي عبر بروتوكولات التعاون التي يتم توقيعها مع الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى توقيع بروتوكول تعاون بمنحة تصل إلى 8 ملايين يورو، لتطوير منطقة "عبدالمنعم رياض" بشبرا الخيمة، لخدمة 230 ألف نسمة، ومنطقة "عزبة علام" بالخصوص لخدمة 150 ألف نسمة، ومنطقة "بحري السكة الحديد" بمدينة قليوب، لخدمة 45 ألف نسمة. أما المحور الثالث، بحسب المحافظ، فيقوم علي تدوير المخلفات الصلبة بالمناطق العشوائية في الخصوص والخانكة، بالتعاون مع الوكالة الألمانية، وإنشاء مصنع للمخلفات في "عرب العليقات"، مع رفع كفاءة وصيانة الخط القديم المتوقف منذ عام 2009، فضلاً عن إنشاء محطة وسيطة لتجميع المخلفات بالخصوص، بطاقة 250 طن يومياً. وأوضح أن "تركيزنا منذ اليوم الأول علي المناطق الأكثر احتياجاً، والتي تعاني من مشكلات، لذلك كانت أغلب زياراتي، إن لم يكن 95% منها، للقرى، للتعرف على مشكلات الناس، واليوم لدينا مشروع القرى الأكثر احتياجاً، والذي يتم بسواعد القوات المسلحة، في الابياري بطوخ، والعكرشة بأبوزعبل، وبتمدة ببنها"، بحسب المحافظ.
