فور إعلان نبأ مقتل زعيم القاعدة، تفجرت مشاعر الفرحة والاحتفالات العفوية في الشارع الأمريكي منذرةً بعهد جديد في سياسة أوباما سواء كان خارجيًا أم داخليًا، فعلى مدار عقد كامل لم يستطع أي من الرؤساء السابقين له النجاح في الوصول إلى بن لادن، فبرغم كل المعلومات التي توصلت إليها الاستخبارات الأمريكية، إلا أن أيًا منهم لم يستطع اغتيال بن لادن. وعلى الرغم من أن المرشحين الجمهوريين لم يظهروا اهتمامًا كبيرًا بموضوعات الأمن القومي في حملاتهم الانتخابية، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية فى ظل إدارة أوباما جعلت من اغتيال بن لادن حملة دعائية لا يضاهيها حملات أخرى تتكلف مليارات الدولارات، فنجح أوباما فيما لم ينجح فيه جورج بوش، وقضى على بن لادن أخيرًا. ستظل حقيقة اغتيال بن لادن تعبر دائمًا عن الرغبة العميقة في الحصول على بعض التفاصيل بشأن كيفية مقتله ومتى وأين؟ بالإضافة إلى التحليلات السياسية لنتائج اغتيال بن لادن على السياسة الخارجية لأمريكا. وستجبر المساحة التي خصصتها وسائل الإعلام المختلفة لتغطية تفاصيل مقتل بن لادن، كل من يعمل في المجال السياسي بالتطرق إلى تلك القضية، كما أن هناك أصداءً واسعة في المجال السياسي عالميًا. تتوقع صحيفة "واشنطن بوست" أن يكون مقتل بن لادن أول سبب في انتهاء التحالفات الحزبية، فاغتيال بن لادن هو علامة انتهاء عقد طويل من الصراع ضد الإرهاب، بدأ بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حيث إنه في ظل مكافحة الإرهاب، كان لابد من تعاون بعض الأحزاب السياسية معا. رغم طول الفترة التي حاولت فيها الإدارة الأمريكية تعقب واغتيال بن لادن، إضافة للآلاف الذين شاركوا في تلك العملية، إلا أن باراك أوباما هو من أعطى الأمر باغتيال بن لادن، وإنهاء عقد طويل من الصراع والبحث عن بن لادن، وفور الإعلان عن مقتل بن لادن، خرج الرئيس الأمريكي ليستغل هذه العملية للتدليل على أنه يمكن لأمريكا أن تحقق كل ما تفكر فيه. تؤكد الصحيفة الأمريكية أن اغتيال بن لادن هو أكبر دليل على استمرار أوباما في منصبه لدورة أخرى، وفوزه في الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في السادس من نوفمبر المقبل، فقبل كل شئ، هو من نجح في انهاء عقد كامل من الحرب ضد الإرهاب- على حد قول الصحيفة. كما تشير الصحيفة إلى أن هذا سيؤدي إلى تعقد موقف المرشحين الجمهوريين المنافسين له، وهو ما يؤكد أنهم سيحاولون القيام ببعض الحيل والمحاولات للهجوم على أوباما بأي شكل ممكن. وتحت عنوان "ليس رئيسا.. وإنما قائدا"، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه وفقا لاستطلاع رأي أجرته بعد العملية التاريخية لاغتيال بن لادن، تغيرت التوقعات بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فقد بدل حوالي 39% من الأمريكان رأيهم بشأن أوباما. وتؤكد الصحيفة أن إصرار أوباما على التحرك لاغتيال بن لادن رغم معارضته بعض مستشاريه، رفعت من مستوى التأييد الشعبي له بين الشعب الأمريكي، فقد أكد الاستطلاع أن الأمريكان يرون في أوباما قائدا وليس رئيسا فقط بعد تلك الخطوة الجريئة التي لم يجرأ على اتخاذها بهذه السرعة من سبقه. وأكد المشاركون في استطلاع الرأي أنهم غيروا وجهة نظرهم في سياسيات أوباما في تعامله مع الحرب ضد الإرهاب، حيث أن رفضه للحل الأقل ضررا، وهو إطلاق صواريخ لتدمير المنطقة بالكامل، يؤكد أنه يستهدف الإرهابيين فقط، ولا يهدف لاحداث أي أضرار جانبية أخرى للمدنيين. كما أكدت الصحيفة أن كل من شارك في استطلاع الرأي وافق على تغير سياسة أوباما بشأن معتقل جوانتانامو، فبعد أن أعلن خلال برنامجه الانتخابي نيته لاغلاق هذا المعتقل نهائيا وتراجعه عن هذا القرار، وذلك لأن كل رجال القاعدة الذين تم اعتقالهم واستجوابهم في جوانتانامو، ساهموا في تحديد مكان بن لادن. وترى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الأمر باغتيال بن لادن قد يكون صدفة، فدائما ما يتخذ الرؤساء عددا من القرارات بالصدفة. الحظ الذي تجسد في كل المعلومات التي وصلت إليه ولجهاز مخابراته، ولم تصل لسابقيه، كما أنه تجسد في عدم خسارة أوباما لاي من معدات الجيش الأمريكي خلال العملية باستثناء مروحية واحدة فقط. وتتابع الصحيفة، "من الصعب التوقع أي فائدة سياسية سيجنيها أوباما من حدث بهذا الحجم، ولكنه بالتأكيد ودون شك يعزز من موقفه، كما أن يحسن صورته بالنسبة للشئون الخارجية والأمن، والسؤال الآن، إلى متى ستعزز تلك العملية من موقف أوباما؟ هل ستظل تلك الفترة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة أم أنها ستتلاشى بسرعة". أخبار متعلقة: مات بن لادن .. انهارت القاعدة .. وبقي تراث الإرهاب جوانب خاصة في حياة أسامة بن لادن يرويها "أمير الجهاد" اغتيال بن لادن يرفع شعبية أوباما عام على اغتيال بن لادن .. فرحة الانتصار وقلق مشوب بالحذر هكذا تحدثوا عن مقتل بن لادن "الوطن" تنشر شهادة مصرية حول الأحداث 11 سبتمبر الأمريكية "الوطن" تنفرد بتغطية خاصة عن ذكرى مقتل بن لادن من أمريكا