سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقار الإسكندرية ينهى حياة 24 مواطناً مع أذان الفجر بكاء الأهالى وفزع سكان العقارات المجاورة يسيطران على المشهد.. وشاهد عيان: الكل يعلم أن المنزل بلا أساسات.. والأدوار المخالفة تم بناؤها بعد الثورة
لم يكن يدرى سكان عقار الموت بالإسكندرية أن العمارة السكنية التى بنى فيها 5 أدوار جديدة بعد الثورة ستشهد نهاية حياتهم بهذه السرعة، بعد أن سكنوها كفرصة قلما وُجدت فى ظل التزايد المستمر فى أسعار الوحدات السكنية، وقلة فرص العثور عليها من الأساس. كما يصعب على أسرهم وأمهاتهم تصديق أنباء مصرعهم وانتشال جثثهم عبر آلات ضخمة وكلاب بوليسية وعربات إسعاف ونقالات. هكذا كانت نهاية 24 مواطناً هم ضحايا جدد لسلسلة الانهيارات العقارية بالإسكندرية وإصابة 17 وسط صرخات وبكاء السيدات والرجال والأطفال من الناجين من الحادث. «الوطن» كانت حاضرة فى مشهد الرعب الذى سيطر على منطقة المعمورة الكائن بها العقار المنهار، وصراخ الأهالى الذين ذهبوا كى يتعرفوا على جثامين أبنائهم أو الذين ينتظرون دورهم، وسط محاولات أجهزة الأمن والدفاع المدنى والإسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصابين أو ناجين أو أشلاء لضحايا. كما كانت هناك حالة من الهلع والفزع بين أهالى وسكان العقارات والشوارع المجاورة، بعد أن قدم لهم الحى نصيحة بإخلاء منازلهم خشية تأثير انهيار العقار عليها، وسقوطها على رؤوسهم خلال الساعات المقبلة، الأمر الذى لم يستجيبوا له، لكنهم قرروا إرسال أطفالهم وشيوخهم وأغلى ممتلكاتهم إلى أقاربهم وذويهم، «للموت دون خراب بيوت»، على حد قولهم. الخارجون من العقار المنهار لأداء صلاة الفجر أمس الأربعاء لم يعلموا أن صلاتهم ستنجيهم من الموت تحت الأنقاض؛ حيث خرجوا قبل انهياره بدقائق معدودة، ولم يعودوا سوى بعد سماع هزة كبرى أيقظت كل المنطقة وألقت الرعب فى قلوب الجميع. يقول أحمد محمد عطية، شاهد عيان ساكن فى المنزل المجاور للعقار المنهار، إنه كان يجلس مع مجموعة من أصدقائه فى الشارع بعد صلاة الفجر فى انتظار بزوغ الشمس للتوجه إلى أعمالهم، وفوجئ الجميع بالحادث المروع الذى ألقى غمامة من الأتربة على المنطقة بكاملها، وسارع جميع الأهالى بعدها بالهرولة إلى الشارع بملابس النوم، حاملين أطفالهم على أيديهم خوفاً من انهيار عقارات الشارع بالكامل. وأضاف «عطية»: إن كل سكان الشارع يعلمون أن العقار المنهار «مخالف» وبلا تراخيص، وصدرت له قرارات إزالة أكثر من مرة، لكن سكانه رفضوا تنفيذها لعدم وجود مأوى آخر لهم، مشيراً إلى أن مالك العقار قام ببناء 3 أدوار فوق ال5 الأساسية بعد الثورة، الأمر الذى اعترض عليه السكان القدامى وحرروا بلاغاً ضده دون أن يستجيب إليهم أحد. وتابع رامى محمود، شاهد عيان ساكن بالشارع: إن السكان تقدموا بالعشرات من الشكاوى للحى لإنقاذهم من مياه الصرف الصحى المتراكمة أسفل العقار، التى أدت إلى تآكل الأساسات وانهيار العقار بعد أقل من 6 سنوات من بنائه، لكن المسئولين لم يستجيبوا لهم، ولم تذهب لجان المتابعة للتأكد منها والتعامل معها. فيما توجه فريق من النيابة العامة لمعاينة موقع عقار المعمورة المنكوب، وقال اللواء ناصر العبد، مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية: إن قوات الأمن تواصل البحث عن المالك الأصلى لعقار المعمورة المنكوب. وأوضح أنه تم ضبط أحمد السجان سعيد، أحد الشركاء فى ملكية العقار ونجل أحد الشركاء الآخرين ويدعى صابر شوقى سعيد. وقال إن العقار تم بناؤه منذ عام 2006، دون تراخيص. فيما قال سكرتير عام محافظة الإسكندرية، أحمد صالح الأدكاوى: إنه تم تشكيل لجنة فنية هندسية من حى المنتزه التابع لعقار الإسكندرية المنكوب، للتعرف على أسباب انهياره. وقال الأدكاوى فى تصريح له خلال تفقده موقع العقار المنكوب إن العقار تم تشييده دون ترخيص، مشيرا إلى أن المستندات الدالة على تشييده تم إحراقها إبان ثورة يناير خلال أحداث حريق حى المنتزه. وأضاف الأدكاوى أن التركيز حاليا على محاولة إنقاذ المواطنين من تحت أنقاض العقار المأهول بالسكان؛ حيث يبذل رجال الحماية المدنية جميع الإمكانات لسرعة إنقاذ المواطنين. أخبار متعلقة: لا أحد ينام «آمناً» فى الإسكندرية «الوطن» ترصد بالأرقام: الإسكندرية مدينة الكوارث العقارية حكايات ضحايا عقار المعمورة المنكوب من داخل مستشفى طوسون هبة ومحمد.. نهاية الحب تحت الأنقاض محمد عادل عثمان.. أخرج زوجته وأولاده وذهب لإنقاذ الجيران فلقى حتفه «المعمورة البلد».. حين يضع شريط السكة الحديد فاصلاً للحياة بين البشر «آلاء» أصغر الناجين.. عمرها سنتان ونصف.. وشهود العيان: «أنقذناها والعروسة اللعبة فى حضنها» اللجان الشعبية: انهيار العقارات بالإسكندرية سببه إهمال الحكومة الإخوانية التى انشغلت بالسيطرة على السلطة