منذ اللحظة الأولى لإعلان الرئيس المنتخب محمد مرسى قراراته الديكتاتورية، التى استفزت وألهبت مشاعر المصريين فعادوا إلى ميدان التحرير وكل ميادين الحرية لاستكمال الثورة الديمقراطية الشعبية، ونحن واثقون أن الشعب المصرى إذا أراد وصمم وصابر على النضال فهو قادر على اقتلاع هذه الديكتاتورية الفاشية، التى تدعى المصلحة الوطنية، ونحن بالطبع غير راضين أبداً عن أخونة الدولة وسنظل نناضل من أجل الديمقراطية السياسية والاجتماعية والتعددية الثقافية وسيادة القانون بالشكل المنطقى والصحيح، فالإخوان أثبتوا أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية إلا لتكون وسيلة لضمان إنشاء الديكتاتورية الفاشية المنحدرة من صلب الفكر الإخوانى.. فالرئيس مرسى كشف عن أنيابه للشعب حين قام بانقلاب شامل على الشرعية وسيادة القانون ليمنح لنفسه صلاحيات مطلقة غير خاضعة لأى محاسبة قانونية ليجمع مرسى فى يده السلطات الثلاث معاً؛ التنفيذية والتشريعية والقضائية، ليتحول إلى ديكتاتور بلا رتوش وليصبح الحاكم بأمر الله، فهو يريد أن يكون الدستور حكراً للإسلام السياسى بلا شركاء ليعيد تشكيل أجهزة الدولة كلها لتكون تحت هيمنة الجماعة، بالإضافة إلى هيمنة مليارديرية الإخوان بقيادة الشاطر ليسيطروا أيضاً على اقتصاد الدولة وبذلك يضمنون نتائج الانتخابات اللاحقة وتفرض علينا الدولة الدينية الموعودة ولكن هيهات فهذا من رابع المستحيلات فالشعب المصرى الآن حين يستشعر الخطر يقوم فازعاً كالمارد ليسحق كل من يريد الضرر بهذا الوطن الذى يئن من الوجع، فكل من يريد استغفال الشعب هو خارج نطاق الزمن، وكل من يريد الإصرار على ممارسة الغباء السياسى وممارسة الديكتاتورية بشكل أو بآخر هو يحارب طواحين الهواء، وكل من يريد مصادرة الوعى العام وإرجاع الناس إلى الخلف دون تطور هو خارج نطاق هذا الزمن، فالشعوب باقية والأشخاص زائلون والحق ثابت والباطل زائل ومصر مهما تعثرت تبهرنا دائماً بالوقوف والشموخ فهى كشجرة البلوط جزورها تمتد فى الأرض بثبات تزيل أوراقها وتتساقط فى الخريف لتعود وتزدهر وتورق من جديد فى الربيع وإن كانت كلمة الربيع تصيبنى بالحساسية من «الربيع العربى» الذى حرك الزوابع والبراكين فى كل المنطقة العربية وقد كان علينا أن نمر بكل هذه الأزمات التى تفوق تحملنا لكى يكون الغد أفضل لأجيالنا القادمة ومع أننى أيها القارئ العزيز أرفض وبشدة قرارات الرئيس الديكتاتورية وأرفض حكماً تقوده جماعة الإخوان عبر حزبها السياسى الخفى الظاهر أرفض أيضاً أن نكون سلماً لمن يوالون للنظام البائد للعودة من جديد.. فالأمر فى شدة الخطورة فالنظام السابق ما زال يتوغل ويتنكر ويتلون ويناضل فى فرض نفسه بين الثوار الحقيقيين والذين هم من يعملون على مصلحة الوطن دون غايات وهم قلائل الآن وبعد أن سقطت الكثير من الأقنعة خلال مسيرة الثورة فأرجو أن نكون فى شدة الحرص بما نقدم عليه لنتقن فن الانتصار بالحق لمصلحة الوطن.. لا بد من الوعى التحررى الوطنى الاجتماعى وانتظام الجماهير فى أحزاب تختزن ذلك الوعى فالمزاج اللاحزبى للنشطاء يحولهم إلى أدوات للأحزاب المضادة كما يحدث الآن لحزب الحرية والعدالة الإخوانى الذى يريد أن يحكم ويتحكم فى البلد ويأمل فى أخونة مصر من خلال الرئيس مرسى الذى خلع القناع سريعاً ليكشف لنا عن ديكتاتور آخر «بس بدقن هذه المرة» وكلامه عن الديمقراطية مثل العسل المغشوش سرعان ما يكتشفه الناس.. إن الإخوان والسلفيين معاً يشكلون أكثر من 30 بالمائة من المصريين ولقد انصدموا خلال الانتخابات بحجمهم الحقيقى واستخدموا الكثير من الحيل وإغراء فقراء مصر ليشتروا الأصوات، وإذا كان الرئيس مرسى قد أتى منتخباً فالنازى هتلر أتى أيضاً عبر صناديق الانتخابات، والفاشى موسولينى أيضاً، وأرد على الأخ صفوت حجازى والذى أسمعه الآن من خلال شاشة التلفاز مع السيد وائل الإبراشى يقول: «إن الثورة انتهت بانتخاب الرئيس محمد مرسى وما يحدث الآن ليس له علاقة بالثورة»، أقول له بتحدٍ: لا يا سيدى إن الثورة ما زالت مستمرة لأن أياً من أهدافها لم يتحقق، فلم نقم بالثورة لاستبدال حاكم متسلط ومستبد بآخر وإنما لإحلال نهج بنهج أفضل.. أنتم الآن فى مأزق وعليكم الاعتراف بذلك لقد فقدتم مصداقيتكم وانكشف الجانب الآخر من نواياكم والثورة مستمرة فجاهدوا يا أيها العباد والوضع فى صالحنا والخير إن شاء الله فى ازدياد..