في إطار الاجتماع الدوري العادي الرابع والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، الذي يُعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يومي 15 و16 يناير الجاري، ألقى صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، كلمة في الجلسة الافتتاحية، رحب فيها بوزراء الإعلام العرب. ونقل إليهم تحيات الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، كما هنَّأ علي السيد أحمد العمراني على تسلمه رئاسة أعمال هذه الدورة. وقال عبدالمقصود إن الأمة في هذه المرحلة الدقيقة في أشد الحاجة إلى وحدة الصف كلمة وموقفا وعملا، مؤكدا أن هذا هو دور الإعلام العربي وصلب رسالته في توحيد الأمة والنهوض بها والدفاع عنها. وأكد أن أهمية الاجتماع تتخطى حدود جدول الأعمال المدرج أو القرارات الدورية بشأن قضايا العمل الإعلامي المشترك. وأضاف أن هذه المرحلة تحديدا لا تشهد فقط تحديات جسام تهدد مصير عدد من الدول العربية، فالتحدي الأكبر والأهم هو مصير الأمة ووحدتها في عالمنا المعاصر، وبالتالي لا يجب أن تنسينا الأحداث الجارية دور الإعلام الأهم والممتد في البناء والتنمية والتنوير، فلا قوة ولا مكانة لأمتنا بدون تنمية وعلم وثقافة وحرية بناءة، فنحن جميعا في عصر لا يعترف إلا بالقوة ولا يتحدث إلا بلغتها. وأوضح أنه من الأهمية في حالة الفوضى الإعلامية الحالية التي تشهدها المنطقة أن نبحث عن مداخل للتوحد والاتفاق في الأدوار المنوطة بإعلامنا العربي، ولا شك أن في مقدمتها الأدوار التنويرية والتنموية، لأن هذه الأدوار هي المدخل الوحيد نحو التوافق والتوحد، بعيدا عن أية مصالح أو أهداف أو توجهات. وأكد أيضا أهمية دعم وتفعيل عنصر المهنية، تحقيقا لدول فعال للإعلام للنهوض بأمتنا وتقدمها. وتابع وزير الإعلام أن المهنية المطلوبة في هذه المرحلة ليست مجدر امتلاك القدرات والإمكانات التقنية والفنية، بل إنها المهنية المتصلة بالحرفية والموضوعية والحيادية في الأداء والجودة البرامجية في الإنتاج والمحتوى، وأيضا في عنصر المسؤولية المهنية فيما يخص أخلاقيات ومبادئ وقواعد مهنة الإعلام. وقال إنه من الضروري أيضا تأكيد أهمية تحقيق التكامل والتنسيق في التشريعات الإعلامية، وخاصة منظمة البث الإعلامي والمعلوماتي وحركة تداول المعلومات، مع مواصلة تكثيف التعاون الإعلامي في شتى مجالات التدريب والإنتاج المشترك والتبادل البرامجي والبحوث والمعلومات والأرشفة الإلكترونية. وفي النهاية، كرر عبدالمقصود الدعوة لتبني مشروع إعلامي عربي قومي، هو "مشروع القرن" لتوثيق التراث السمعي والبصري العربي، مؤكدا أنه مشروع حضاري يوثق أحداث وثقافة أمة بأسرها، إضافة إلى توثيق أحداث المرحلة الحالية، التي تشهد تحولا ونضوجا إيجابيا لممارسة الديموقراطية، بكل تطوراتها وقضاياها، عن طريق وثائق صوتية ومرئية إلكترونية تحمل تاريخ الأمة وماضيها وحاضرها وتصيغ مستقبلها، لتكون مادة حية دائما للعالم وللأجيال القادمة. جدير بالذكر أن وزير الإعلام استقبل بمطار القاهرة، مساء أمس، السيد عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام السعودي، والشيخ سلمان صباح السالم، وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، والدكتور عبدالمنعم بن منصور بن سعيد الحسني، وزير الإعلام العماني، كما استقبل سميح خلف المعايطة، وزير الإعلام الأردني، والسيد إسماعيل الششتاوي، رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، وصلاح الدين معاوية، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب.