على هامش حادث قطار البدرشين، كان الموت والألم من نصيب ضحايا الحادث، بينما "الجدل والتنظير وتبادل الاتهامات" من نصيب نشطاء "تويتر" و"فيس بوك" كما هو معتاد بعد تلك الأحداث. "الحادث مدبّر"، تبرير جاهز روج له أنصار نظرية المؤامرة، الذين اعتبروا سرعة انتقال مراسل قناة "أون تي في" إلى موقع الحادث، دليلا كافيا على أن القناة نفسها متورطة في تدبير الحادث نفسه، بدعوى أن مراسل القناة استخدم لهجة تحريضية في تغطيته للحدث. "أحمد المغير" الناشط بحركة "حازمون"، لم ينتظر نتائج تحقيقات النيابة وأعلن استباقه لها استنادًا على الجملة الجاهزة نفسها "الحادث مدبر"، وتقمص دور "المحقق"، وتطوع بوضع عدة أسئلة وسرد الأجوبة عليها، من خلال تدوينة مطوّلة له على صفحته الشخصية، قال في آخرها "أتهم جبهة الإنقاذ الوطني بالضلوع في الحادثة وأطلب من جهات التحقيق (اللي أنا عارف إنها مش هتعمل حاجة) بدراسة الاتهام ده، وعدم إهماله كاحتمال من الاحتمالات الواردة جدًا". "إن كان الحادث مدبر؛ فكلامي للسيد الرئيس: المواءمات السياسية وطول النَفس وترك الحبل على الغارب للمجرمين، سيؤدي في النهاية إلى لف الحبل ده على رقبتك ورقبتنا معاك"، رسالة وجهها "المغير" إلى الرئيس محمد مرسي في تدوينته، مضيفًا "السبب الرئيسي للحادث الإهمال الذي يتحمل مسؤوليته المباشرة النظام اللي احنا ثورنا عليه، إضافة طبعا للمسؤولين الحاليين رغم أن المنطق بيقول إن فساد 30 سنة مستحيل يتعالج في سنة واحدة.. لكنهم مسؤولين وخلاص". "التحليل الأمثل للحدث أنه مدبر"، عنوان هاشتاج وضعه عدد من النشطاء قياسا على تحليل "المغير"، مع اختلاف الرؤية رغم الاتفاق حول المبدأ، حيث تنوعت الأدلة "فصل عربات القطار لا يتم إلا يدويًا"، "استغلال نفس أسماء الحوادث التي حدثت في عهد المخلوع حسني مبارك في هذا الوقت، لا نراها صدفة"، وهي "أدلة" اعتبرها النشطاء كافية لتبرير الحادث، حسب وجهة نظرهم. "هل تظن أن حادث قطار البدرشين حادث مدبر؟" سؤال طرحته صفحة "حزب الحرية والعدالة"، على أعضائها، وأكتفت بطرح 3 أجوبة فقط، "بدأت أشك إنه مدبر فعلا - لا مش مدبر - أيوة مدبر والشواهد تدل على كده"، بينما اكتفى مَن لم يجد رأيه بين تلك الاختيارات ب"الدعاء لمصر وضحاياها وذويهم".