تباينت آراء المواطنين بالإسكندرية حول قرار المحكمة فيما وصفت بمحاكمة القرن، وحكمها القضائي الصادر بالمؤبد لمعاقبة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، في مقابل انقضاء الدعوى الجنائية ضد علاء وجمال مبارك بمضى المدة. فقد ساد الارتياح بين فريق من المواطنين الذين حرصوا صباح اليوم "السبت" على الاستماع إلى الحكم القضائي بالمقاهي العامة المنتشرة بالقرب من أماكن عملهم أو من خلال الراديو؛ حيث اعتبروا أن عقوبة المؤبد كانت شافية، وتؤكد عدالة القضاء والقصاص العادل ضد قتلة المتظاهرين من الثوار في أحداث الخامس والعشرين من يناير. وذهب فريق آخر من المواطنين إلى الاعتراض العاطفي على قرار المحكمة معتبرينه لم يعبر عن تطلعات الرأي العام، وأنهم كانوا يتوقعون الإدانة بأحكام الإعدام، واعترض آخرون على أحكام البراءة الصادرة لكبار معاوني وزير الداخلية من الاتهامات المنسوبة إليهم. وأضافوا في الأحاديث التي انتشرت عقب النطق بالأحكام القضائية أن إفلات نجلي الرئيس السابق ورجل الأعمال حسين سالم بسبب التقادم خذل توقعاتهم بسبب انقضاء المدة القانونية للدعوى، وأبدوا اعتراضهم على تبرئة الرئيس السابق مما نسب إليه من اتهامات استغلال النفوذ والتربح والإضرار بالمصلحة العامة. ولا تزال شوارع الإسكندرية تتسم بالهدوء بسبب دوام العمل، وعدم احتشاد المواطنين بشكل كبير في الشوارع لمتابعة قرار المحكمة، فيما يتوقع بعضهم أن تنطلق ردود الفعل بشكل واضح خلال ساعات المساء. من جانب آخر، لم تعلن حتى الآن أي من القوي السياسية أية دعوات لإطلاق مظاهرات، سواء أكانت احتفالا أو احتجاجا بالإسكندرية؛ وكانت دعوات قد انطلقت أمس خلال مظاهرات انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية لتحريك مركبات نقل جماعي لأهالي الشهداء والنشطاء لحضور وقائع جلسة النطق بالحكم في القاهرة اليوم.