«عينى حتروح من كتر البكا، مش عارفة أعمل إيه، بقالى سنتين بجرى فى كل حتة علشان 20 طفل، وأنا سيدة مسنة وعايشة أنا وأحفادى ربنا اللى عالم بينا، ومش عارفة أعمل إيه بعد ما اتحبس ولادى الأربعة وزوج بنتى فى المحكمة العسكرية، وحكم عليهم بسبب مشاجرة أيام الثورة ب10 سنوات لكل واحد منهم».. هكذا كانت كلمات الاستغاثة للحاجة بدرية عبدالبارى (65 عاماً)، وتعيش بمنطقة الطابية بحوض «9» بأبوقير بعد ما ضاق بها الحال وطرقت كافة أبواب المسئولين وأولها مؤسسة الرئاسة. وقالت الحاجة بدرية فى حوارها مع «الوطن»: «بصراحة مش عارفة أعيش بعد حبس ولادى الأربعة، معنديش دخل ولا عائل للأسرة علشان يربى أحفادى، أنا اللى باتكفل بكل شىء ومش قادرة أكمل وعمرى مش حيفضل 10 سنوات تانية لحد ما يخرجوا عيالى، ومش عارفة الأطفال حيروحوا فين من بعدى، كل يوم يسألونى عن أبهاتهم ويقولولى بابا فين يا تيتة بقاله سنتين ما جاش»، مضيفة: «مش عارفة أعمل إيه عندى ابنى متوفى فى حادثة وسايب طفلين صغيرين وأمهم سابتهم عندى علشان أربيهم وعيالى الأربعة بيشتغلوا باليومية ودخلهم بسيط وكانوا بيساعدونى فى تربية ولاد أخوهم المتوفى». وتحكى الحاجة بدرية وتقول: «بعد ثورة 25 يناير فى شهر مارس 2011 الماضى وأثناء حكم العسكر أخوهم الصغير اتعارك مع واحد من أفراد عائلة كبيرة فى بلد اسمها الحاج محمد بعد منطقة الطابية وراحوا ولادى علشان يصلحوا الأمر بين أخوهم والولد اللى من العائلة الكبيرة وبعدين أثناء وجودهم فى البيت حاصروهم وفضلوا يضربوا عليهم الخرطوش ويحدفوا عليهم الطوب وكان معاهم جوز بنتى وولاد أخويا الاتنين وكان فى البيت عمال نجارين لتصليح البيت». وتضيف بدرية أن أولادها اتصلوا بها لإنقاذهم بعد ما أغمى على واحد منهم بسبب ضرب الخرطوش فقامت مسرعة بالاتصال بالجيش لإنقاذ أولادها خوفاً من الهجوم عليهم، ثم سكتت قليلاً وظلت تبكى وتقول: «أنا السبب يا ريتنى كنت مت قبل ما أبلغ الجيش، أنا كنت فاكرة إنهم حيحموا ولادى من البلطجية ماكنتش عارفة إنهم حييجوا ياخدوا اللى محبوسين جوه البيت ويتركوا اللى محاصرينهم ويصدقوا كلامهم ويحبسوا ولادى بالرغم من أن حرز المحضر مافيهوش طلق نارى». وتشير إلى أن الجيش قام بالقبض على 11 شاباً كانوا موجودين بالمنزل الذى تم حرقه من قبل أهل البلد بعد إخراجهم، لافتة إلى أن حياة 11 أسرة تحت خط الفقر بجانب الجوع والهم والحزن بعد ما تم الحكم عليهم ب10 سنوات لكل واحد منهم حكم عسكرى غير قابل للطعن. وتقول بدرية: «أنا باتعلق فى أى حاجة قالولى ننتخب الرئيس محمد مرسى علشان البلد تستقر والمحاكمات حتبقى عادلة إذا انتخبناه، قالوا الدستور اللى جاى مفيش مدنى حيتحاكم أمام عسكرى فقلنا وخلينا الناس كلها تصوت علشان تقول نعم للدستور». وتستكمل حديثها قائلة: «لو الرئيس شاف حالة أمهات الشباب وحالى حيبكى علينا، وبالرغم من كده إحنا مش عايزين غير إن ولادنا يتحولوا من محاكمات عسكرية إلى مدنية ويتم التحقيق فى الواقعة، لأن النيابة العسكرية ما حققتش خالص ورفضت سماع الشهود وبالأخص المقاول الذى عمل المستحيل لإخراج العمال من القضية. وطالبت بدرية الرئيس مرسى بأن ينظر للفقراء بعين الرحمة والشفقة والعطف، قائلة: «مش لازم يدوسوا علينا أقوى، مش كفاية إن ولا ولد فى ولادى متعين وكلهم بيجروا على لقمة عيشهم باليومية فى شركة أبوقير كمان يتحكم عليهم»، قائلة: «حسبنا الله ونعم الوكيل ومش طالبة غير العدل يا رب».